ناغورني قره باغ... مواجهة مجلس الأمن تخرق صمت الجبهات
٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣بعد استسلام الانفصاليين الأرمن في مواجهة عملية عسكرية سريعة شنتها أذربيجان في ناغورني قره باغ، لا يزال وقف إطلاق النار قائماً الجمعة (22 أيلول/سبتمبر 2023) في هذا الجيب رغم رصد عدد من الانتهاكات.
واستناداً إلى آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، أدت العملية العسكرية التي شنّتها أذربيجان واستمرت 24 ساعة وانتهت ظهر الأربعاء، إلى مقتل 200 شخص على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين.
ودفعت هذه العملية العسكرية إلى إقرار وقف لإطلاق النار الأربعاء، وأثارت مواجهة بين يريفان وباكو الخميس في مجلس الأمن الدولي الذي عقد جلسة طارئة بناء على طلب فرنسا.
وأكد وزير الخارجية الأرميني، أرارات مرزويان، الذي تحدث أولاً خلال الجلسة، أنه لا يوجد "بل معتدٍ وضحية"، قائلاً إن باكو شنّت هجوماً "غير مبرر ومخطط له" يهدف إلى "إتمام عملية التطهير العرقي" في ناغورني قره باغ. واتهم باكو أيضاً بشنّ "عمليات قصف مكثفة وعشوائية وباللجوء إلى المدفعية الثقيلة بما في ذلك الاستخدام المحظور لذخائر عنقودية".
في المقابل ندد نظيره الأذربيجاني، جيهون بيراموف، بـ"حملة تضليل" تشنها يريفان، متهماً إياها بـ"إمداد الانفصاليين ودعمهم".
من جهتها طالبت فرنسا أذربيجان بتقديم "ضمانات ملموسة" لإحلال السلام في ناغورني قره باغ بعد يومين على العملية العسكرية السريعة التي شنتها باكو ضد الانفصاليين الأرمينيين. وطالبت الوزيرة الفرنسية باكو بـ"ضمان العفو عن القوات التي قبلت وقف إطلاق النار" وبأن تعيد "من دون تأخير وبلا شروط الحركة عبر ممر لاتشين" بما يتيح دخول مساعدات إنسانية. وقالت "يجب أن تقبل (باكو) بحضور إنساني دولي. هذا ضروري مع اقتراب الشتاء. من دون هذه الضمانات لا يمكن أن يكون هناك حل".
وعلى غرار واشنطن، دانت باريس بشدة العملية العسكرية الأذربيجانية السريعة في المنطقة المتنازع عليها منذ عقود مع أرمينيا.
بدورها أبدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أسفها لأن "أذربيجان حاولت بالقوة فرض أمر واقع"، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجانبين إلى "استئناف المفاوضات في شأن كل القضايا العالقة بهدف التوصل إلى معاهدة سلام".
"يوم عارنا"
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس في بيان "رصد خمسة انتهاكات لوقف إطلاق" في منطقتي "تشوتشا (اثنان) ومارداكيرت (ثلاثة)". وسمع مراسل في وكالة فرانس برس إطلاق نار مجهول المصدر في ستيباناكيرت. لكن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قال إنه على الرغم من "الانتهاكات المتفرقة"، فإن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء لا يزال محترماً "بشكل عام". وأبدى كل من أذربيجان والانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ استعدادهم لمواصلة المحادثات التي بدأت الخميس.
ووصفت الرئاسة الأذربيجانية المحادثات التي استمرت نحو ساعتين في مدينة يفلاخ على بعد 295 كلم غرب العاصمة باكو بأنها "بناءة"، معلنة أن اجتماعاً جديداً سيعقد "في أسرع وقت".
من جهتهم قال الانفصاليون في بيان إن "الطرفين شددا على ضرورة مناقشة كل المشاكل القائمة في أجواء سلمية، وأبديا استعدادهما لمواصلة الاجتماعات".
واتهم رئيس الوزراء الأرميني الخميس روسيا التي تنشر كتيبة في ناغورني قره باغ منذ الحرب الأخيرة في 2020، بأنها أخفقت في مهمتها لحفظ السلام في هذا الإقليم ذي الغالبية الأرمينية. وقال باشينيان في خطاب متلفز: "لا أعتقد أن علينا تجاهل إخفاق كتيبة (حفظ) السلام في ناغورني قره باغ".
وأكدت أذربيجان الخميس مقتل ستة جنود روس من قوة حفظ السلام خلال الهجوم الذي شنّته باكو في قره باغ. وتقدّم رئيس أذربيجان إلهام علييف بـ"اعتذار" من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن مقتل الجنود بالرصاص، وفق ما أعلن الكرملين الخميس.
وفي الساحة المركزية في يريفان، عاصمة أرمينيا، تجمع آلاف المتظاهرين أمام مكتب رئيس الوزراء للتنديد بخطر حصول "إبادة جماعية" في قره باغ. وحمل المتظاهرون أعلام أرمينيا ولافتات كتب على إحداها "يجب علينا إنقاذ أطفال قره باغ من الإبادة الجماعية!". وقال الصيدلي أركادي بالايان (32 عاماً) "هذا يوم عارنا. نيكول (رئيس الوزراء الأرميني) سرق وطننا".
خ.س/و.ب (أ ف ب)