نتانياهو يسعى لجذب ناخبي الوسط قبل يوم الصمت
١٥ مارس ٢٠١٥ينظم معسكر اليمين في إسرائيل مساء الأحد (15 مارس/آذار) تظاهرة عامة وسط تل أبيب، قبل أن تنتهي رسميا الحملة الانتخابية. ويلقي رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو -وغيره من زعماء اليمين في إسرائيل- خطابات في التظاهرة، ومنهم نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف، والمعارض لإقامة دولة فلسطينية، وأيضا ايلي يشاي مؤسس حزب ياحد الديني المتطرف.
وقال منظمو التظاهرة اليمينية إنها تهدف إلى تعزيز الأحزاب الداعمة للاستيطان وضمان انتخاب حكومة "ستتصدى بشجاعة لضغوطات العالم". وحذر الليكود من "عناصر يسارية متطرفة تتلقى تمويلا من منظمات غير حكومية يسارية ستقوم بأي شيء لخلق استفزازات لتخريب التظاهرة"، داعيا المتظاهرين لتجنب العنف.
وقبل التظاهرة، اتهم نتانياهو مرة أخرى بوضوح الاتحاد الصهيوني، بزعامة اسحق هرتزوغ، بأنه "أجنبي"، بينما قام هو بذاته بتحدي الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما عبر إلقائه خطابا في الكونغرس للتنديد بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال نتانياهو "تدعم حكومات أجنبية منظمات يسارية بعشرات ملايين الدولارات لأنهم يعرفون أن بوجي (هرتزوغ) وتسيبي (ليفني وزيرة العدل السابقة والتي تأتي في المركز الثاني في الاتحاد الصهيوني) سيتنازلان في حال وصولهما إلى السلطة لكافة تحذيرات المجتمع الدولي"، مؤكدا أنه حذر مرارا من أن أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية "أمر لا علاقة له بالموضوع".
وكتبت صحيفة إسرائيل هايوم، المجانية المقربة من نتانياهو، أن "مجلس الشيوخ الأمريكي سيحقق في تمويل إدارة أوباما للحملة المعادية لنتانياهو". وفي حال أحرز الحزبان تقاربا في نتائج الانتخابات فإن نتانياهو يعارض بالفعل تشكيل حكومة وفاق وطني، قائلا "حكومة مماثلة لا يمكنها أن تعمل لأن الخلافات عميقة".
ومن جهته، قام وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف، بعد ظهر الأحد بزيارة الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة في محاولة لاستقطاب أصوات المستوطنين. وقال ليبرمان الذي يسعى للحصول على حقيبة الدفاع في الحكومة المقبلة "المعسكر الوطني الحقيقي هو موجود هنا اليوم، وليس في أي مكان آخر". ومن المتوقع أن يحصل حزب ليبرمان على ما بين 4 إلى 6 مقاعد فقط من أصل 13 حاليا، بينما يخضع العديد من أعضاء حزبه للتحقيقات بتهم فساد.
ويزداد الفارق اتساعا بين حزب الليكود، الذي يتزعمه نتانياهو، والاتحاد الصهيوني الذي يتزعمه خصمه العمالي اسحق هرتزوغ، الذي بات يتقدم بثلاثة إلى أربعة مقاعد بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. وفي النظام الإسرائيلي ليس بالضرورة أن يشكل زعيم اللائحة التي تأتي في الصدارة الحكومة، بل الشخصية بين النواب الـ120 القادرة على تشكيل ائتلاف مع الكتل الأخرى في البرلمان.
ورغم هذا التقدم لتحالف يسار الوسط، فإن عدم الوضوح يغلب على نتيجة الانتخابات. وانطلاقا من تشتت للأصوات بين إحدى عشرة لائحة على الأقل من اليمين واليسار والوسط والأحزاب الدينية المتشددة والعرب، فإن تأليف الغالبية المقبلة أمر صعب التوقع.
ف.ي/ع.خ(أ ف ب، رويترز، د ب ا)