نتيجة الاحتباس الحراري.. الإزهار المبكر يهدد الحيوانات!
٤ فبراير ٢٠٢٢حذر علماء من المملكة المتحدة من أن ارتفاع درجات الحرارة بات يتسبب في إزهار بعض النباتات قبل شهر تقريباً من موعدها الطبيعي، مما يهدد بخطر حدوث أضرار بسبب الصقيع وبالتالي تعطيل دورات تغذية الحيوانات والطيور.
ورصدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج البريطانية تسجيل أكثر من 400 ألف حالة إزهار لـ 406 أنواع من الأشجار والشجيرات والأعشاب والنباتات المتسلقة في جميع أنحاء المملكة المتحدة. ووجد الباحثون أن متوسط تاريخ التزهير الأول بين عامي 1987 و2019 هو 30 يوماً قبل متوسطه في الفترة بين 1753 و1986.
وقام الباحثون بالاحتفاظ بالأنواع المزهرة في قاعدة بيانات تسمى "تقويم الطبيعة"، تحتوي على ملاحظات العلماء وعلماء الطبيعة والبستانيين الهواة والمحترفين منذ أكثر من مئتي عام.
في هذا السياق وصف الأستاذ أولف بونتغين الذي قاد الفريق البحثي، النتائج بـ "مثيرة للقلق حقاً" بسبب التهديدات البيئية التي يشكلها الإزهار المبكر.
ويضيف بونتغين أن الطقس الربيعي في المملكة المتحدة يمكن أن يصبح أكثر شيوعاً في فبراير/ شباط، إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع عالمياً بالمعدل الحالي. ويمكن أن يكون لهذا التغيير السريع في الدورة الطبيعية للإزهار تأثير كبير على الغابات والمزارع والحدائق.
مخاطر إزهار النبات المبكر؟
وقالت الدراسة إنه يمكن أن يؤدي الصقيع المتأخر إلى قتل أو إتلاف النبات الذي يزهر مبكراً. لكن على الرغم من ذلك أكد الباحثون أن التهديد الأكبر ينعكس على الحياة البرية كالطيور والحشرات التي طورت مراحل تأقلمها تزامناً مع إزهار النباتات وحملها للثمار التي تعتمد عليها الطيور والحشرات للبقاء على قيد الحياة. وإذا ما تعطلت دورة النبات هذه، فإن النتيجة ستؤدي إلى ما وصفوه بـ "عدم تطابق بيئي".
وقال بونتغين في بيان صحفي: "إذا أزهرت نبتة ما، فإنها تجتذب نوعاً معينا من الحشرات، تجذب هي الأخرى نوعاً ما من الطيور وهلم جرا". ويضيف المسؤول عن الدراسة مستطرداً: "ولكن إذا كان أحد المكونات يستجيب بشكل أسرع من المكونات الأخرى من هذه الحلقة، فهناك ثمة خطر من أنها ستخرج عن هذا التناغم، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الأنواع إذا لم تستطع التكيف بالسرعة الكافية".
وبحسب الدراسة فقد تم العثور على أكبر تحول إلى الإزهار المبكر، بمعدل 32 يوماً، في الأعشاب القادرة على الخضوع للتكيف الجيني السريع. الأمر الذي وصفه بونتغين بـ "التغير الهائل".
ويوضح المسؤول عن الدراسة أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات من أجل لدراسة آثار الإزهار المبكر على النظام البيئي الأوسع نطاقاً.
يُذكر أن الأمم المتحدة كانت قد كشفت في يناير/ كانون الثاني الماضي أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر سخونة على الإطلاق عالمياً، إذ بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية في 2021 حوالي 1.11 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعة.
ع.غ/ أ.ح (DW)