نجم هوليود "كلوني" يدعو لدرء خطر الحرب عن السودان
١٣ أكتوبر ٢٠١٠حث النجم السينمائي المعروف جورج كلوني الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تكثيف الجهود الدولية لدرء خطر نشوب مواجهات مسلحة بين شمال السودان وجنوبه على خلفية الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان المزمع عقده في يناير/كانون ثاني القادم. ودعا كلوني بعد لقاءه الرئيس الأمريكي اليوم الأربعاء (13 أكتوبر/تشرين أول) في المكتب البيضاوي إلى إدماج الدول ذات النفوذ في المنطقة في جهود تأمين سلمية الاستفتاء، لاسيما الصين التي تعد أكبر مستثمر في حقول البترول السوداني، ومصر أكبر جارة افريقية ومصب نهر النيل الذي يجري برافديه عبر أرض السودان.
يأتي اجتماع كلوني باوباما بعد زيارة قام بها الأول إلى جنوب السودان بدافع الحرص على التعرف بطريقة مباشرة على التحديات التي يواجهها الإقليم قبل استفتاء حساس سياسيا سيكون محورا أساسيا في عملية السلام المتعثرة بين شمال وجنوب السودان. ومعروف عن نجم هوليوود اهتمامه بالقضايا السياسية لاسيما قضايا القارة السمراء، وقد سبق وقام كلوني بزيارة معسكرات اللاجئين في دارفور أكثر من مرة، وسعى إلى تسليط الضوء على هذه المأساة في الإعلام العالمي.
"الجنوبيون عاقدون العزم على الانفصال"
وانضم كلوني إلى جملة المحللين الذين يتكهنون بأن يسفر الاستفتاء المزمع عقده 9 يناير/تشرين ثان عن تفضيل الجنوبيين خيار الانفصال، حيث قال إن السودانيين الجنوبيين "يبدون عاقدين العزم على منح أصواتهم لهذا الخيار"، أي خيار الانفصال. مضيفا "إن الجنوبيين تعرضوا للاسترقاق والاغتصاب والمذابح لعدة أجيال، وهم يستحقون حق التصويت لحريتهم الذي حصلوا عليه عام 2005(في إطار اتفاقية نيفاشا)".
في الوقت نفسه شن كلوني هجوما على حكومة الخرطوم قائلا إنه يجب وضع تاريخ الحكومة السودانية في عين الاعتبار والعمل على إجهاض امكانية أن تقوم بعرقلة الاستفتاء، مضيفا إن هذه الحكومة إذا تُركت لها مساحة لعب واسعة فإنها ستميل إلى استخدام العنف. وانتقد كلوني ردود الفعل الدولية على خطر نشوب حرب في السودان، حيث اعتبرها ليست كافية وفاترة، وطالب بإجراءات أكثر حسما ضد حكومة البشير من قبل الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مصر والصين. وقال "إن البشير لا ينفق أمواله بالجنيه السوداني، وإنما باليورو، نحتاج أن نعرف أين توجد هذه الأموال ثم نجمدها."
دعوة لدور أكبر للصين ومصر
وفي السياق نفسه قال جون بريندرجاست الناشط الذي رافق كلوني في رحلته إلى جنوب السودان إن الصين هي اللاعب الأساسي في صناعة النفط السودانية، مما يزيد نفوذها في القارة السمراء. مضيفا أن الصين استمرت في استغلال النفط السوداني أثناء الحرب الأهلية السودانية، والآن وبوادر الاستفتاء تلوح في الأفق فإن الصين "تعتقد أن بإمكانها أن تحمي مصالحها في السودان باستخدام القوة". لكن على خلاف المرة الماضية فهذه المرة ستكون أصولها أول ما سيستهدف.
"إن من مصلحة مصر والصين ابعاد شبح الحرب عن السودان." هكذا يقول نجم هوليود وصاحب جائزة الأوسكار عام 2006 عن دوره كعميل سي اي ايه في فيلم سريانا. ويضيف أن مصر لا تظهر اهتماما بشأن السودان لكنها في حقيقة الأمر ستفعل ذلك لأنها بحاجة لتأمين احتياجاتها من النيل.
(ه ع ا/ا ف ب/د ب ا)
مراجعة: عبده جميل المخلافي