نزاع قضائي بسبب ارتداء البُوركا في أحد المدارس الألمانية
٢ مايو ٢٠٠٦بعد تفكير عميق قرر اولريش شتانكه، مدير مدرسة بيرتولد بريشت الثانوية في بون، وقف تلميذتين مسلمتين عن الدراسة بعد أن فشل هو وزملائه في اقناعهما بخلع البُوركا (النقاب والعباءة) والعودة إلى ارتداء الملابس العادية أثناء تواجدهما في المدرسة. وصدقت الإدارة التعليمية في كولونيا على قرار شتانكه، إذ أن القانون الألماني يمنح مدير المدرسة الحق في وقف التلاميذ عن الدراسة إذا أدت تصرفاتهم إلى تعكير المناخ السلمي في المدرسة. وفي هذا السياق يقول أوغست غموند من إدارة كولونيا التعليمية: "لقد تسبب ظهور التلميذتين بهذه الهيئة في إثارة نقاش حاد في أوساط التلاميذ وبين أعضاء هيئة التدريس ولم يصبح من الممكن التفاهم داخل المدرسة". ويصف مدير المدرسة سلوك الفتاتين بأنه أصولي إسلامي يؤدي إلى تعطيل سير الدراسة المعتاد، مؤكداً ان للتلميذتين مطلق الحرية في العودة إلى المدرسة اذا تخليتا عن ارتداء النقاب والعباءة.
"تصرف غير ملائم"
تبلغ كلتا الفتاتين الثامنة عشر من العمر وقد أقدمتا على ارتداء البُوركا، التي تغطي كل أجزاء الجسم والوجه بعد عطلة عيد الفصح. وترى الغالبية العظمى من تلاميذ المدرسة البالغ عددهم 1300 تلميذاً وتلميذة أن قرار المدير صائب، كونهم لا يتفهمون تصرفات الزميلتين. وعن ذلك تقول بعض زميلات الفتاتين: "أرى أن هذا التصرف غير ملائم. وأتفهم قيام السيد شتنانكه بطردهما من المدرسة"، "لا أعتقد أنهما سيحضرا إلى المدرسة بالبُوركا مرة ثانية."، "إن الفتاتين لطيفتان لكنهما يبالغان". وكانت إحدى هاتين التلميذتين قد أظهرت نشاطاً دينياً في الأشهر الماضية وحاولت إقناع إدارة المدرسة بتخصيص حجرة للصلاة للتلاميذ المسلمين لكنها لم تفلح في ذلك.
رفض واستياء
أما التلميذات المسلمات في المدرسة فهن مستاءات أيضاً من مثل هذه التصرفات، فالقليلات من تلميذات المدرسة يرتدين الحجاب. وتحاول تلميذة كردية منع التلميذات من ارتداء الحجاب في المدرسة وتقول: "في الصف الحادي عشر والثاني عشر قمنا بجمع التوقيعات من التلاميذ، الذين يرفضون ارتداء التلميذات للحجاب هنا وتساعدنا إدارة المدرسة على ذلك. أرى أنه ليس من الملائم أن تحضر التلميذات المسلمات إلى المدرسة بهذه الملابس. وأعتقد أنه من واجبي امرأة كردية أن أقوم بإيضاح أن هذا التصرف غير صيحيح وأن البُوركا رمز للاضطهاد المرأة."
دعوى قضائية
وتدعم هيئة التدريس قرار اولريش شتانكه. وبالنيابة عن حوالي 100 مدرس ومدرسة تقول انغريد روبيكة: "لا يستطيع المرء أن يميز شخصية مرتدية البُوركا. لا يعنيني كثيراً إذا كانت الفتاة ترتدي البُوركا في أوقات الفراغ أم لا، أما هنا في المدرسة فلا يجب أن تكون التلميذة منقبة أو محجبة." أسرة التلميذتين قامت بتكليف أحد المحامين برفع دعوى قضائية ضد إدارة المدرسة. ولا يعرف المرء كيف سينتهي هذا النزاع، لكن مدير مدرسة بيرتولد بريشت متأكد من أنه "لن يتم التدريس لهاتين الفتانتين في حالة إصرارهما على ارتداء البُوركا".