نساء غزة... بين موانع حماس وضوابطها
٢ أغسطس ٢٠١٠تسود حالة من الغضب والاستهجان المواطنين وأصحاب المحال التجارية في قطاع غزة، في ظل قرارات المنع التي اتخذتها شرطة حكومة حماس، والقاضية بمنع أصحاب المحال التجارية من عرض الملابس النسائية "الغير محتشمة"، ومطالبتهم بإزالة دمى العرض وملصقات الملابس الداخلية النسائية من محلاتهم. كما يشمل المنع إزالة الملصقات السوداء التي تحجب الرؤية الخارجية من على واجهة المحلات، واستبدال الباعة الرجال ببائعات في محال الملابس الداخلية النسائية، وفرض عقوبات على أي مخالف لهذه الأوامر.
"الوضع مش ناقص"
وبالطبع أثار قرار شرطة حماس غضب أصحاب محال بيع الملابس النسائية، معتبرين أنه يضع قيودا على عملهم. ومن هؤلاء علاء عبد الهادي، صاحب أكبر مركز تجاري لملابس النساء في مدينة خان يونس، الذي وصف في حديث مع دويتشه فيله الإجراء "بالتعسفي" وأنه يضعف حركة البيع بشكل كبير، في وقت يسود الركود سوق القطاع، وقال مبتسما "الوضع مش ناقص".
ولم يختلف رد فعل تامر حمودة، صاحب محل لبيع الملابس النسائية الداخلية والإكسسوارات والماكياج، عن عبدالهادي: "جاءتنا المباحث أربع مرات وطالبوني بتوظيف امرأة بدلا مني لكي تبيع للنساء، فأين أعمل أنا إذن وعندي أسرة أنفق عليها؟" وقال بائع آخر رفض ذكر اسمه: "البيع صعب حتى قبل ضوابط حماس".
منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في حزيران يونيو 2007, وهي تقوم بعمليات تغيير في الشارع الغزاوي. من ذلك منعها لكافة مظاهر "البسطات" التجارية في الشوارع والالتزام الصارم بقواعد المرور وفرض غرامات بنسبة 80% على تجار السجائر المهربة من أنفاق مصر ومنع من يتقاضون رواتب من السلطة الفلسطينية في رام الله من ممارسة أي عمل آخر في القطاع, وإجبارهم على التوقيع على تعهدات بذلك، و منع النساء من قص شعورهن في صالونات يديرها الرجال، يضاف إلى ذلك منع نساء غزة من تدخين النرجيلة في الأماكن العامة .
عامرابو خليل صاحب "كوفي شوب" سياحي على شاطئ غزة قال لدويتشه فيله، "إن قرار حظر النساء من تدخين النرجيلة في المطاعم يخلق تداعيات سلبية على المنشآت السياحية والمقاهي ولا يعطي حافزاً لبناء منشآت سياحية جديدة" وأضاف قائلا بحرقة " يبدو أن هذا إرضاء للتنظيمات المتشددة التي تقوم بتكسير بعض المحلات التجارية وحرقها ". بينما قال صاحب استراحة ومقهى على شاطئ مدينة غزة، رفض الكشف عن اسمه" عدد النساء اللواتي يدخن النرجيلة قليل جدا في غزة, لكن قرار المنع سيضر بأوضاع الاستراحات والمقاهي على شاطئ البحر لأنها تشكل عائداً جيداً بالنسبة لنا". وفي حين رحبت طالبتان تدرسان في جامعة الأزهر في غزة بقرار المنع، قالت زميلة ثالثة " تدخين النرجيلة حرية شخصية للسيدات، لكن يفضل تدخينها في بيوتهن لأن المظهر غير لائق" .
داخلية حكومة حماس تدافع عن القرارات
دويتشه فيله حملت اتهامات المواطنين وتساؤلاتهم للرد عليها من وزارة داخلية حكومة حماس، وقال المتحدث باسم الوزارة إيهاب الغصين "إن ما قامت به الشرطة من إجراءات ميدانية يتفق مع القانون الفلسطيني المقر سابقا من قبل المجلس التشريعي"، وشدد الغصين على أن أي قرار ميداني للشرطة يتم اتخاذه بعد الرجوع إلى الحكومة الفلسطينية. وعن قرار منع عرض الملابس النسائية في نوافذ المحلات التجارية، أشار الغصين إلى أن هذا جاء "نتيجة لعشرات الشكاوى من النساء والمواطنين، الذين يشعرون بالخجل في الشارع إذا ما أرادوا الشراء من تلك المحلات". وبتوجيهنا سؤالا حول منع النرجيلة، برر الغصين القرار بأنه جاء تلبية لبلاغات المواطنين الذين اعتبروا أن "منظر مدخنات النرجيلة في الأماكن المكشوفة يؤثر على أطفالهم وبناتهم، علاوة على سمعة نساء غزة التي تحكمها العادات والتقاليد"، وبمواجهتنا له باتهام البعض لحماس بأن تلك الإجراءات جاءت إرضاء لجهات متطرفة ضاغطة في قطاع غزة، نفى الغصين الاتهام متهما في الوقت نفسه "الإعلام الغربي وبعض الجهات المعنية بتشويه الصورة في قطاع غزة والقول بأن حماس تريد أسلمة المجتمع، وفي المقابل تتهم حماس من قبل المتشددين بأنها لا تطبق الإسلام". وأكد الغصين للدويتشه فيله بأن حكومة حماس لا تؤيد هؤلاء المتطرفين وأن هدفها من هذه الضوابط والقرارات هو "مصلحة الشعب" بما يتفق مع القانون.
شوقي الفرا ـ غزة
مراجعة: عبد الرحمن عثمان