نشاط ألماني مكثف في تونس من أجل سد الفجوة الرقمية
يعد معرض ICT4All (تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للجميع)من أهم الفعاليات على هامش القمة العالمية لمجتمع المعلومات، التي أقيمت في تونس، ويشارك فيه عدد كبير من الشركات من كل أنحاء العالم. يسعى هذا المعرض إلى التواصل مع الجماهير وتعريفهم على أحدث التقنيات، ليدعم الجانب السياسي للقمة والمرتبط بالقرارات الدولية. في الجناح المخصص لألمانيا بالمعرض اجتمع ممثلو الحكومة الألمانية والهيئات التي تسعى إلى التعاون الدولي من أجل التنمية والشركات ومعاهد الأبحاث واضعين صوب أعينهم الهدف الرئيسي للقمة وهو السعي لسد الفجوة الرقمية بين الدول النامية والدول الغنية. ففي ألمانيا وحدها يصل عدد مستخدمي شبكة الانترنت إلى ضعف عدد مستخدميها في القارة الإفريقية كلها. لذلك سعت ألمانيا إلى تقديم حلول على مختلف المستويات، معتبرة أنه من الواجب أن تُسخر التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة من أجل دعم التنمية.
"ألمانيا أون لاين"
تحت شعار "ألمانيا أون لاين 2005" قدمت وزارة الداخلية الألمانية مشروعها لإقامة "حكومة الكترونية". يوفر المشروع كل الخدمات الحكومية عبر الانترنت، بداية من الإقرار الضريبي إلى إمكانية البحث عن فرصة عمل. وتسعى هذه المبادرة إلى تسهيل الإجراءات الإدارية لتصبح أقل بيروقراطية وأكثر فعالية. وقد جذب هذا المشروع عدة دول أخرى كما تؤكد أنيتا دوركوب من وزارة الداخلية الألمانية قائلة: "لقد أبدت عدة دول اهتمامها بهذا المشروع، منها على سبيل المثال كينيا وتونس. إنهما بلدان كانتا تبحثان فكرة مشروع الحكومة الالكترونية هذه، لذلك فقد اهتموا بمشروعنا واستفسروا عن الخدمات التي نقدمها وكيف تمكنهم من المضي في الخطوات العملية".
مشاريع تنموية في الدول الفقيرة
أما وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية فهي لا تسعى فقط إلى تحسين كفاءتها عبر تقنيات نظم المعلومات والاتصالات الحديثة، ولكنها تحاول المساهمة في توصيل هذه التقنيات الحديثة إلى الدول النامية أيضاً، كما أنها تمثل ألمانيا في منظمة "التعاون الدولي من أجل التعليم والتنمية". وهذه المنظمة تتعاون مع جمعيات في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط خاصة في مجالات التعليم والتدريب. وتقدم فرص كبيرة للتنمية في هذه الدول، كما يؤكد بالتاس زايبولد، أحد العاملين بالمنظمة. ويرى بالتاس أن أكثر المشاريع فعالية، هي مشاريع التنمية والاقتصاد في كل من تايلاند وإندونيسيا "إنها تتم بمساعدة الجمعيات التعاونية المحلية، ومعظمها مكون من شركات صغيرة، وعدد كبير منها عبارة عن جمعيات نسائية تعمل على تعزيز التقنيات الحديثة لنظم الاتصالات والمعلومات". وتهدف هذه المشاريع إلى إعداد كوادر مؤهلة للتدريب، بحيث يمكنها العمل محلياً وإيجاد حلول للمشاكل التي تقابل تلك الجمعيات المحلية. وتهتم منظمة التعاون الدولي بشكل أكبر بالشركات المتوسطة والصغيرة، ويتم تأهيل المدربين خاصة في المجال الاقتصادي والإداري، ليتمكنوا من التعامل مع المشاريع المختلفة. ولقد قام جيرالد موندرلو، الممثل لمعرض "سيبيت" التقني، أيضاً بتجربة مشابهة، تهدف أيضاً إلى التعاون الدولي ولكن في داخل أوروبا فقط.
جانب اقتصادي للمعرض
كان للجانب الاقتصادي مكانه أيضاً في معرض تونس، حيث تواجدت شركتا ساب SAP وسيمنس Siemens في الركن الألماني بالمعرض. وبالطبع كان هناك جانب دعائي لبطولة كأس العالم 2006، التي ستقام في ألمانيا، حيث عرضت لعبة "بيبي فوت بول" أو لعبة "كرة القدم على الطاولة" ولكن بعد التحديث. لا يبدو أي تغيير على شكل لاعبي البيبي فوت بول... لكنهم مختلفون، إذ أنهم مزودون بمجسات تستطيع حساب اتجاه الكرة. وحسبما يسير اللعب، يمكن عبر جهاز كمبيوتر إصدار الأصوات المناسبة لأحداث المباراة. إنها أصوات حقيقية وذات معنى خاص بالنسبة لألمانيا، فهي أصوات تشجيع الجماهير في مباراة نهائيات كأس العالم عام 1954 في برن، والتي فازت خلالها ألمانيا لأول مرة في تاريخها بكأس العالم.
تقرير: كريستينا برجمان
إعداد: سمر كرم