نصف مليار عضو في "شيخ" الشبكات الاجتماعية
٢٢ يوليو ٢٠١٠بدأت الشركة بمشروع برنامج تواصل للطالب الجامعي مارك جوكربيرج الذي صمم الموقع على غرار "المواقع الشخصية" التي تستخدمها المدارس والكليات لتمكين الطلاب من معرفة زملائهم. وقد أوقعه أول مشروع له في مشكلة مع السلطات في جامعة رابطة اللبلاب (مجموعة من ثماني جامعات أمريكية عريقة) بعدما اخترق موقع الكلية للحصول على صور الطلاب. إلا أن السلطات تصرفت بعقلانية وأسقطت الاتهامات ضد جوكربيرج بعدما أصبح واضحا أن الشاب في سبيله إلى تغيير العالم. وعندما تأسس الموقع في شباط/فبراير عام 2004 كان الفيس بوك في البداية قاصرا على طلاب جامعة هارفارد. ثم اتسع إلى جامعات ستانفورد وكولومبيا وييل ثم إلى كليات أخرى في بوسطن ثم تدريجا إلى كافة الكليات في الولايات المتحدة.
كالنار في الهشيم
وكان انتشار الموقع دليلا واضحا على النمو الفيروسي له. فقد استغرق الأمر ثلاث سنوات لتجميع أول مئة مليون مستخدم و225 يوما فقط لاجتذاب المائة مليون مستخدم الثانية. وتعدى الفيس بوك حاجز الـ300 مليون في 160 يوما أخرى وحقق أسرع معدل نمو له عندما وصل إلى 400 مليون مستخدم خلال 143 يوما أخرى حيث كان يسجل حوالي 700 ألف عضو جديد يوميا. ويبدو أن المعدل الآن انخفض قليلا حيث استغرق الأمر 170 يوما لإضافة مستخدمين آخرين ليصل إلى المستخدم 500 مليون. ومثلما يكافح أي مراهق ليتكيف مع التغييرات في جسمه، فإن الفيس بوك يتشبث بسرعة اتساعه كالشهب مع القفزة عبر الإنترنت لعلاقاتنا وتصفح عاداتنا وصورنا وأفكارنا وتجاربنا وحياتنا الافتراضية والحقيقية.
وعقب عاصفة من الاحتجاجات بشأن تغيير سياسة الخصوصية في الموقع، قال جوكربيرج في مؤتمر صحفي دعا إليه في أيار/مايو الماضي "جانب كبير من التحدي الذي واجهناه هو أننا زدنا من عشرات الآلاف من المستخدمين إلى مئات الملايين".
20 مليار دولار قيمة فيس بوك
وفي الوقت الذي يمضي فيه الناس المزيد من الوقت على شبكة الإنترنت ويمضون وقتا أطول على موقع الفيس بوك، فإن جوكربيرج أصبح نموذجا لملياردير التكنولوجيا الشاب. ولكنه يزعم إنه لا يهتم بالمال وإنه يرفض باستمرار أن يتنازل عن السيطرة على الموقع لرجال المال. وقد رفض تقييم حصته بعدة مليارات من الدولارات في مناقصة عامة أولية حيث ـ طبقا لبعض التقديرات ـ سوف تقدر الشركة بأكثر من 20 مليار دولار. وحتى أخطاء سياسة الخصوصية الأخيرة التي قام بها جوكربيرج لم يكن دافعها البحث الجشع عن البيانات المربحة كما قال، وإنما المزيد من رؤيته عن الشفافية الشديدة وفقا لديفيد كيركباتريك والذي يُعتبر كتابه "تأثير الفيس بوك" واحدا من أكثر الاختبارات المميزة حتى الآن عن الموقع. ووفقا لكيركباتريك فإن جوكربيرج يرى أن الفيس بوك حركة اجتماعية تكرس نفسها لفكرة الشفافية الصارمة. ويعتقد إنه من خلال المشاركة في معلوماتنا وحياتنا العامة نصبح أشخاصا أفضل وأقل قدرة على الاستغلال والتآمر والانغماس في النفاق. وقد يرى البعض في تلك المثاليات النبل ويرى آخرون أنها مروعة بكل معنى الكلمة.
أعباء الفيس بوك وخطر الإدمان
وتواجه سيطرة الفيس بوك تهديدات أخرى، فكما يصبح الشخص مريضا بأكل الكثير من الكعك، هناك أيضا إحساس متزايد بزيادة عبء الفيس بوك عندما تصبح التجديدات والاقتراحات والرسائل التي لا حصر لها من الأصدقاء أكثر مما يحتمل، كما يقول محلل الإنترنت كارمي ليفي، ويضيف" من الواضح للغاية إن الفيس بوك لم يعد هواية ولكن له منظره الخاص وقوته الكبرى على الإنترنت العالمي". ويتنبأ ليفي بحدوث انخفاض في الأوقات التي يقضيها المستخدمون على الموقع ولكنه يشك في أن يكون لشركة ما قاعدة البيانات والمستخدمين الضخمة الموجودة للفيس بوك، دون وجود رغبة في استغلالها والاستفادة منها لتحقيق الأرباح.
(ع.ع. / د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي