نظرة على تاريخ حزب العمال الكردستاني وأسباب حظره في ألمانيا
١١ يوليو ٢٠٠٨تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، وبدأ عام 1984 حرب عصابات سرية ضد النظام التركي بهدف الحصول على حكم ذاتي موسع في جنوب شرقي البلاد حيث يعيش نحو 12 مليون كردي يشكلون خمس سكان تركيا.
ومنذ ذلك الوقت والدولة التركية تخوض حربا شعواء ضد حزب العمال الكردستاني وضد الاعتراف بالأكراد كأقلية قومية. وبلغ عدد القتلى حتى اليوم نحو 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد.
حظر الحزب بسبب نشاطاته الإرهابية
وتاريخ علاقة حزب العمل الكردستاني بالدولة الألمانية تاريخ حافل بالمتاعب والنزاعات علما أن السياسة الألمانية تتفهم مطالب الأكراد القومية والثقافية المشروعة شرط السعي إليها بالوسائل السلمية.
ويعيش في ألمانيا نحو نصف مليون كردي تركي، العديد منهم لجأ إلى ألمانيا هربا من بطش السلطات التركية. لكن استخدام الحزب المتزايد للنشاطات الإرهابية من حرق محال ومؤسسات تركية أو تفجيرها، وعمليات اغتيال لمعارضيه، إضافة إلى جمع الأموال والمتطوعين للقتال جعل السلطات الألمانية تقرر عام 1993 وضع الحزب على لائحة الإرهاب وحظر نشاطه وإغلاق مكاتبه ومحاكمة النشطاء فيه وتسليم بعضهم إلى تركيا قبل أن تعيد تصنيفه عام 1998 كمنظمة إجرامية بعد طلب قيادة الحزب من أعضائها في أوروبا الالتزام بالوسائل الديمقراطية.
إغلاق مؤسسات إعلامية كردية
وفي الرابع والعشرين من الشهر الفائت اتخذ وزير الداخلية فولفغانغ شويبله قرارا بمنع نشاط التلفزيون الكردي "روج تي في" القريب من الحزب في ألمانيا. ويبث التفلزيون المذكور برامجه من الدنمارك إلى أوروبا وإلى تركيا.
وبرر شويبله قراره بأن التلفزيون ناطق بلسان حزب العمال الكردستاني الممنوع في البلاد ويحض على استخدام العنف وتجنيد مقاتلين لتحقيق هدف الحكم الذاتي. كما أقدم الوزير شويبله بعد سنة من الرصد الاستخباراتي على إغلاق مؤسسة "فيكو للإنتاج التلفزيوني" في فوبرتال لكونها تنتج برامج للتلفزيون الكردي. وحسب مراقبين كثر أثارت هاتان الخطوتان نقمة شديدة لدى قيادة الحزب على ألمانيا.
الحزب أعاد تنظيم نفسه
جدير بالذكر أن الحزب تعرض إلى ضربة شبه قاضية حين تمكنت قوى إقليمية واستخباراتية من القبض على زعيمه الأول عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا وسلمته إلى تركيا التي حكمت عليه بالإعدام وخفضته إلى سجن مؤبد بضغط من الدول الأوروبية.
وتراجع نفوذ الحزب ونشاطه لبضع سنوات قبل أن يعيد تنظيم نفسه حيث يقدر الخبراء أنه لا يزال يقود بين خمسة وستة آلاف مقاتل من أصل عشرة آلاف سابقا.