نقاش جديد حول معاداة السامية: قضية الصحفي ياكوب أوغستاين
٦ يناير ٢٠١٣الوجود ضمن قائمة العشرة الأوائل لا يكون دائما تكريما. ياكوب أوغستاين اسم احتل المركز التاسع، فجرّ على نفسه الامتعاض والاتهامات وسوء الفهم. وياكوب أوغستاين هو صحفي ألماني صنفه مركز "سيمون فيزنتال" (SWC) في الولايات المتحدة كواحد من أسوأ 10 معادين للسامية في العالم. وكان المركز قد أصدر في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2012 قائمة للمعادين للسامية تصدرتها جماعة الإخوان المسلمين، وتلاها النظام الإيراني.
سيمون فيزنتال - الذي يحمل ذلك المركز اسمه - هو يهودي نمساوي، فقد كثيرين من أفراد عائلته في محرقة الهولوكوست المعروفة ضد اليهود. لذلك بدأ بعد الحرب العالمية الثانية في تعقب مجرمي النازية في جميع أنحاء العالم؛ هدف يدعمه مركز سيمون فيزنتال منذ عام 1977. وحاليا يقوم المركز، الذي يقع مقره الرئيسي في لوس أنجلس بالولايات المتحدة، على مكافحة العنصرية ومكافحة معاداة السامية. ويتم سنويا نشر قائمة تفضح "أسوأ عشرة معادين لليهود وإسرائيل".
"مثير للشكوك نعم، معاد للسامية لا"
"كنت في غاية الاندهاش"، هكذا تقول جوليانه فيتسل من مركز أبحاث معاداة السامية في الجامعة التقنية بالعاصمة الألمانية برلين. وأضافت فيتسل بأنها لا تعرف لماذا يصنف مركز فيزنتال الصحفي الألماني أوغستاين ضمن نفس القائمة التي تضم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ... "يمكن للمرء أن يناقش إفراط أوغستاين في نقده لإسرائيل أحيانا، بيد أن هذا لم يصل بعد لأن يكون له صلة بمعاداة السامية."
استشهد المركز في اتهاماته للصحفي الألماني بخمسة مقاطع، جاءت كلها في أعمدة كتبها أوغستاين لموقع مجلة دير شبيغل على الانترنت، انتقد فيها سياسة إسرائيل الخارجية، ودافع عن قصيدة غونتر غراس المثيرة للجدل التي تنتقد إسرائيل، كما وصف غزة بأنها مكان من زمن نهاية البشرية. إضافة إلى السطور التالية التي نشرها أوغستاين في نوفمبر تشرين الثاني 2012 وجاء فيها: "لكن يوجد بين اليهود أنفسهم أيضا أصوليون، غير أنه يطلق عليهم اسم مختلف: المتشددون، أو الحريديم [...] عشرة في المئة من السبعة ملايين إسرائيلي ينتمون إلى هؤلاء[...] هؤلاء الناس هم من نفس طينة خصومهم الإسلامويين." وأضحت جوليانه فيتسل في مقابلة مع DW: "أعتقد أن تقييمه (أوغستاين) خاطئ، والمقارنة لا توصل إلى معرفة، لكنها ليست تصريحات معادية للسامية."
مبلغ مثير للجدل
مركز سيمون فيزنتال لم ينتبه من تلقاء نفسه إلى أوغستاين، وإنما استند إلى تقييم الصحفي الألماني هنريك برودر، الذي ينحدر من أسرة يهودية بولندية، ومعروف بأنه مستفز. ونقل عنه مركز فيزنتال قوله: "[أوغستاين] لم يعمل لدى الغستابو، فقط لأنه ولد بعد الحرب العالمية الثانية." وفي تصريح للقناة الأولى الألمانية (إيه إر دي) قال الحاخام أبراهام كوبر - المسؤول عن وضع قائمة المعادين للسامية - إنه متمسك بشدة باختياره، على الرغم من الانتقادات، مضيفا إن أوغستاين تجاوز كل الحدود فيما يتعلق بالشيطنة.
كثيرون في ألمانيا لا يمكنهم فهم سبب وثوق الأمريكان بأقوال برودر. من جهته، اتهم المجلس المركزي لليهود في ألمانيا مركز فيزنتال بعدم البحث بشكل كاف، ونأى بنفسه عن اتهام أوغستاين بمعاداة السامية. جوليانه فيتسل ترى هي الأخرى بأن مركز فيزنتال يخطئ أحيانا في تقييمه للقضايا الألمانية والأوروبية، وأن لديه نقصا واضحا في العلومات. ويدافع أيضا سياسيون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب اليسار عن ياكوب أوغستاين.
أما رولاند نيليس رئيس القسم السياسي بمجلة "دير شبيغل" والمسؤول عن مقالات أوغستاين فرفض الإدلاء بتصريحات إضافية لـ DW حول تلك القضية، قائلا إن "أوغستاين نفسه قال كل شيء." وكان ياكوب أوغستاين قد كتب في الانترنت يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول 2012: "إن مركز سيمون فيزنتال له مني كل الاحترام فيما يخص النضال ضد معاداة السامية، لذا فمن المحزن إضعاف هذا النضال. وهذا هو ما يحدث قطعا عندما يجري التشهير بالصحافة الناقدة من خلال وصفها بأنها عنصرية أو معادية للسامية".