يعاني سوق العمل الألماني من نقص في العمالة الماهرة وبخاصة في القطاع الطبي، كما أن الطلب على سائقي الشاحنات كبير، لذلك تبحث شركات كثيرة من جميع أنحاء ألمانيا عن موظفين جدد.
درست البرازيلية إيلين التمريض وعملت رئيسةً لوحدة التمريض في قسم الطوارئ ووحدة العناية المركزة في مستشفى في ساو باولو، وهي متزوجة ولديها ابن عمره ثماني سنوات. لطالما كانت أوروبا حلماً بالنسبة لها؛ فمعدل الجريمة المرتفع في ساو باولو كان من الأسباب الرئيسة التي دفعتها لمغادرة وطنها، وهي تقول: ” لم أكن قادرة على التنقل بمفردي للوصول إلى عملي في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل، فإما كنت سأتعرض للاغتصاب أو للسرقة." أما في ألمانيا، فهي تأمل في حياة آمنة ومستوى معيشي أفضل من أجل ابنها. تبدأ إيلين رحلتها في دوسلدورف بمفردها، وستلتحق عائلتها بها فيما بعد، ولذا لن يكون الأمر سهلاً بالنسبة للبرازيلية. فهل ستشعر بأنها في وطنها في ألمانيا على الرغم من حاجز اللغة والصعوبات البيروقراطية والاشتياق الكبير لعائلتها؟
أما ياسين فينحدر من مدينة سوسة الواقعة على الساحل التونسي. بعد أن أنهى تعليمه المدرسي، عمل هناك سائقَ شاحنات، وهو ما لم يتطلب مؤهلات خاصة في بلده سوى رخصة قيادة وتدريب مهني. لكن الوضع مختلف في ألمانيا: يتدرب ياسين ثلاث سنوات ونصف في شركة نقل في هسن ليصبح سائق شاحنة محترفًا، حيث أن رخصة القيادة التي حصل عليها في تونس غير معترف بها في أوروبا، مما يستدعي منه اجتياز الاختبارات من جديد. يقول المشرف على تدريبه ومعلمته في المدرسة المهنية إن ياسين "متحمس جداً ومجتهد"، وهو على وشك اجتياز الاختبار النهائي. فهل سينجح الشاب الذي يتعلم اللغة الألمانية في دورة تدريبية مكثفة في أن يصبح عاملاً ماهراً في سوق العمل الألماني؟ إذا نجح، فهو يرغب في إيجاد شقة صغيرة ليتمكن من دعوة أصدقائه إليه، حيث أن غرفته الحالية تفتقر إلى مطبخ وغير مناسبة، بينما الضيافة تعد قيمة مهمة جداً في موطنه.