نموذج أفريقي رقمي واعد لتقريب المواطن من الخدمة الطبية
١٢ يناير ٢٠٢٣نظرا لصعوبة حصول المواطنين على الرعاية الطبية الكافية قامت شركة بريطانية بالشراكة منذ عام 2020 مع الحكومة الرواندية بتقريب الخدمات الصحية للمواطنين عبر الهاتف المحمول عن طريق البرنامج الرقمي Babyl. ووفقا للشركة، تم تسجيل أكثر من مليوني ونصف مستخدم في الدولة الصغيرة الواقعة في شرق إفريقيا حتى الآن في الخدمات الرقمية.
فكرة مشروع Babyl مصدرها مدينة بابل القديمة. هناك، منذ ما يقرب من 2500 عام، كان المواطنون المحتاجون إلى المشورة الطبية يجتمعون في الأسواق ويتبادلون وجهات النظر حول علاج الأمراض الشائعة. وحسب موقع الشركة البريطانية فإن مشروعها Babyl يستند إلى واحد من أقدم الأمثلة على دمقرطة الرعاية الصحية.
في مارس 2020، دخلت شركة Babyl في شراكة مع حكومة رواندا والهدف المعلن كان إنشاء خدمات رقمية أساسية بأسعار مناسبة. تعد الصيدليات والمراكز الصحية في جميع أنحاء البلاد جزءا من النظام الذي يعتمد على الانتشار السريع لخدمات الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء رواندا. وبمساعدة Babyl يمكن إجراء الاستشارات والاختبارات والحصول على الوصفات الطبية والمدفوعات عبر الهاتف باستخدام خدمة SMS .
مشروع رقمي واعد.. ولكن!
مبدأ مشروع Babyl أن يرسل المستخدم عبر تطبيق Babyl رمزا بسيطا لتحديد موعد، ويتصل به الطبيب في الوقت المتفق عليه. إذا وصف الطبيب دواء أو اختبارات أخرى، يتلقى المستخدم رموزا إضافية يمكنه تقديمها للصيدليات والمراكز الصحية القريبة منهم. بعض الروانديون ليسوا مقتنعين بعد ولا يثقون في هذا النظام الرقمي بل يفضلون مراجعة الطبيب مباشرة لإجراء فحص كامل.
أما كاليوبي سيمبا، المدير الطبي لبابل رواندا، يدرك أن المشاكل التي تنتظر هذا المشروع كبيرة نظرا لنقص العاملين في مجال الرعاية الصحية، حسب لقاء أجراه سيمبا مع DW. وأضاف أن الكثير من الأطباء يفضلون العمل في المدن ما أدى إلى نقص في عدد الأطباء في الأرياف.
ويدرك سيمبا أيضا انعدام الثقة العميق في الخدمات الصحية الرقمية. وقال: "لم يكن من السهل اختراق سوق البلاد لأن مستوى المعرفة حول الخدمات الصحية الرقمية منخفض ولا يزال بعض الناس لا يؤمنون بالاستشارة الرقمية". أما هدفه فكان: "علينا أن نتأكد من أن كل فرد في البلد يفهم أن الاستشارة عبر الإنترنت ممكنة."
أفريقيا كرائدة في الرقمنة الصحية
تبقى المرافق الصحية في إفريقيا بعيدة في العديد من الأماكن، والمعدات غير كافية والخدمات باهظة الثمن. ويتعين على معظم المواطنين دفع ثمن الخدمات الطبية من مالهم الخاص لنقص في التأمين صحي وفقا لـ (Global Perspectives Initiative). لكن الرقمنة تسمح بإحداث قفزات كبيرة في التنمية في قطاع الرعاية الصحية بدعم من عدد متزايد من الشركات الشابة.
وقالت هانه هولشه من مؤسسة (Global Perspectives Initiative)، هناك العديد من القطاعات المختلفة في قطاع الصحة التي يمكنك التدخل فيها. في Life Bank في نيجيريا، يمكنك التوصل بالدم والأكسجين مباشرة إلى باب منزلك عند الطلب، وهناك خدمة على مدار 24 ساعة، وفي كينيا، يمكن للمرضى في Suri Health التحدث مع الأطباء في مستشفى افتراضي.
وترى خبيرة الصحة هولشه أن هناك فئة سكانية شابة في إفريقيا، والعديد من المواطنين الرقميين متعلمين جيدا والحصول على الهواتف المحمولة والهواتف الذكية يسير بوثيرة سريعة. 41 دولة لديها استراتيجيات للصحة الرقمية، والعديد من الدول الأوروبية ليس لديها ذلك حتى الآن. ومع ذلك، فإن العقبة الأكبر هي الموارد المالية.
وتؤكد منظمة SolidarMed السويسرية، الملتزمة بتوفير الرعاية الطبية الأساسية، لا سيما في المناطق الريفية في إفريقيا، على إمكانات القارة للابتكار. وترى المنظمة السويسرية أن الرقمنة تتقدم بسرعة في إفريقيا، وبعض المناطق في إفريقيا رائدة. على سبيل المثال، يمكنك تحويل الأموال باستخدام هاتفك المحمول منذ عدة سنوات، بينما في بعض البلدان الأوروبية تم الترويج لهذا فقط أثناء الوباء.
مارتينا شفيكوفسكي / ع.اع.