نهر الراين يجتذب الباحثين عن الذهب
١٨ أكتوبر ٢٠٠٦حمى البحث عن الذهب التي انتشرت في مناطق متفرقة من العالم مطلع القرن التاسع عشر ارتبطت بتحقيق حلم الثراء السريع، أما الباحثون عن الذهب اليوم في نهر الراين بالقرب من مدينة نوينبورج (جنوب غرب ألمانيا) فيعرفون أنهم لن يصبحوا أغنياء وإنما تجذبهم متعة البحث في قاع النهر والعثور على الشظايا الذهبية الصغيرة. فالكميات التي يمكن العثور عليها ضئيلة لكنها كافية لجذب انتباه السكان والسياح من كل مكان.
يواخيم شوستر عمدة المدينة يقول إن نسبة الذهب الموجودة في نهر الراين عند مدينة نيونبورج هي الأكبر في ألمانيا رغم ضآلتها. ويُرجع شوستر مصدر المعدن النفيس الثاوي في قاع الراين إلى تكونات جيولوجية من منطقة سويسرا، نقلتها الأنهار حتى استقرت في مجرى الراين. "في يوم جيد يمكن للمرء العثور على ما قيمته 20 يورو من الذهب." يقول عمدة المدينة شوستر، وهو مبلغ ليس بالكثير ولكنه يكفي لدفع مصاريف دورة لتعليم البحث عن الذهب.
ابحث بيديك
فرانز يوسف اندورف يهوى البحث عن الذهب لذلك قرر تنظيم دورات لتعليم طريقة البحث عن الذهب في قاع الراين. ويروي اندورف أن الكلتيين قد استخرجوا الذهب من أعماق الراين قبل 200 عام، لكن بعد زيادة مجرى النهر وعمقه ليصبح معدا لإبحار السفن تراجعت كمية الذهب المكتشفة تراجعا كبيرا. لذلك يتم البحث اليوم في ذراع النهر التي لم يتم توسيع مجراها بالقرب من المدينة، وتسمى التراين، أي الراين القديم.
ويمكن العثور على شظايا الذهب في ثنايا الحصى والدبش الذي يحركه النهر في قاعه عند ارتفاع منسوبه. وتبدأ عملية البحث بالحفر في قاع النهر باستخدام المعاول حتى عمق نصف متر، بعدها يتم تنقية الرمال باستخدام الغربال، ثم يتم تحريكه وتقليبه في وعاء به ماء، فتتجمع المعادن الثقيلة كالذهب في قعر الوعاء.
ويحذر اندورف طلابه من الفرح المبكر بالعثور على الذهب، فكثيرا ما يتم الخلط بين الذهب ومعدن البيريت أو ذهب القط. ويشرح اندورف طريقة الكشف عن الذهب الحقيقي وذلك عن طريق محاولة كسر الشظية المترسبة باظفر الإبهام، فإذا لم تنكسر فهي ذهب حقيقي. شظايا الذهب التي يمكن العثور عليها في الراين لا يتجاوز طولها مليمتر واحد، لكنها تكفي لادخال السرور في نفوس الهواة والزوار.