هدنة 24 ساعة في عرسال و"الحر" ينأى بنفسه
٥ أغسطس ٢٠١٤بدأت هدنة في منطقة عرسال اللبنانية الواقعة على الحدود مع سوريا، بين الجيش اللبناني ومقاتلي جبهة النصرة، وفق ما أعلن مصدر أمني لبناني. حيث أكد موافقة الجيش اللبناني على هدنة 24 ساعة في مدينة عرسال الحدودية التي يشتبك فيها مع متشددين إسلاميين منذ مطلع الأسبوع. ووفقا لمصدر فقد بدأت الهدنة الساعة السابعة مساء بتوقيت لبنان.
ومنطقة عرسال تعرف بأنها تضم عددا كبيرا جدا من النازحين السوريين، الذين يقيمون في خيم. وأمام هذا الوضع غير المستقر، أكد العقيد هيثم عفيسي، نائب رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، على أن تعاطف الجيش الحر الأساسي هو مع "أكثر من 120 ألف لاجئ سوري محاصر بالمنطقة ويخشى أن تتم تصفيتهم عبر مذبحة يجري التحضير لها الآن، خاصة وأنه قد تم السماح بخروج أكثر من 35 ألف لبناني من المنطقة، فيما رفض خروج هؤلاء اللاجئين".
وأكد عفيسي، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من القاهرة، على إدانته للتدخل العسكري في لبنان، قائلا إن جبهة النصرة ليست فصيلا من الجيش الحر ولا توجد صلة بيننا وبينها ولكننا نقاتل في خندق واحد ضد النظام السوري .. ونحن بالطبع ضد أي تدخل عسكري بهذه الطريقة سواء من قبل الثوار أو جبهة النصرة في الداخل اللبناني .. نحن مع الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته ... ونسعى جاهدين منذ البداية للتهدئة ووقف الاقتتال".
وعلى خلاف أغلب المراقبين الذين أكدوا عدم مشاركة حزب الله حتى الآن في القتال الدائر بعرسال، عبر عفيسي عن قناعته بمشاركة حزب الله في القتال، موضحا "أكيد هو يشارك ضمن الجيش اللبناني ..الجيش اللبناني الموجود في عرسال أغلبه من حزب الله .. نحن لدينا معطيات واستخبارات تقول ذلك". وألقى عفيسي باللوم والمسؤولية في اشتعال أحداث عرسال منذ البداية على حزب الله، موضحا "حزب الله يحاول دائما توريط الجيش اللبناني في معركة ليست في مصلحته .. فالبداية كانت مع إطلاق القصف على معسكر عرسال من قبل مقاتلي حزب الله مع الجيش اللبناني ... لقد قصف هؤلاء المعسكر بقذائف الهاون وهم ينادون يا زينب وبالفعل قتل وأصيب أكثر من لاجئ سوري". يذكر أنه يصعب التأكد من هذه المعلومات التي ذكرها العقيد عفيسي.
وفي رده على تساؤل بشأن ما رصده المراقبون من تطور نوعية السلاح الذي تستخدمه جبهة النصرة في القتال الدائر بعرسال وإذا ما كان مصدره مخازن الجيش الحر، قال عفيسي "نوعية السلاح الموجود مع النصرة هو ذاته الموجود لدينا بالجيش الحر ولكن هو سلاح خاص بهم وليس من مخازن الجيش الحر فالأخير لا ينسق مع النصرة .. النصرة استولت على مخازن أسلحة كثيرة تابعة للنظام السوري كغنائم كما قاموا بشراء أسلحة من العراق بتمويل من عوائد كمنابع البترول الواقعة تحت سيطرته". وقدر عفيسي عدد مقاتلي النصرة الموجودين في عرسال بما يتراوح من 2000 إلى 3000 مقاتل.
وأكد عفيسي تواصل الجيش الحر "مع كافة الفصائل حتى النصرة للانسحاب من المنطقة". وتابع "لكننا نريد تأمين إخوتنا الموجودين في مخيمات عرسال هناك وحمايتهم من قبل الجيش اللبناني ... ولكن وكما قلت أخشى ما يدور خلف الكواليس من التحضير لمذبحة لهؤلاء اللاجئين".
ورفض نائب رئيس هيئة أركان الجيش الحر ما يوجه لقيادات المعارضة السورية من لوم من دفاعهم سابقا عن كل من جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية بدعوى أنهما يخوضان إلى جانب الجيش الحر الحرب ضد نظام الأسد وبالتالي لم يلتفتا إلى ما رصده مراقبون كثر من خروقات وجرائم ارتكبت علي أيدي تلك الجماعات. وقال عفيسي "لا لم ندافع عن النصرة وداعش في يوم من الأيام ..ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن كل فعل له رد فعل فتدخل حزب الله في سوريا وقتل الناس هناك من المؤكد أنه أحدث ردات فعل وبالتالي فداعش والنصرة أحد تلك الردات". وتابع "لست متعاطفا مع النصرة ولا مع داعش بالتأكيد، فأنا أول المطلوبين على قوائم الأخيرة".
ف.ي/ أ.ح (د ب ا، رويترز)