هكذا تفاعل مغردون عرب مع أحداث "الأحد الأسود" في البرازيل!
٩ يناير ٢٠٢٣شهدت العاصمة البرازيلية برازيليا، أعمال شغب وتخريب من قبل أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو، شملت اقتحامات طالت مقر البرلمان والمحكمة العليا وقصر الرئاسة فيما وُصف اليوم بـ "الأحد الأسود" في تاريخ البلاد.
وأثار الهجوم على الديمقراطية في البرازيل ردود فعل متباينة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، إذ تعاطف كثيرون مع الرئيس لويز إيناسيو لولا دا سيلفا الذي اتهم أنصار سلفه بولسونارو بالقيام بأعمال الشغب والتخريب ووصفهم بأنهم "فاشيون ومتعصبون" وقال إنهم سيعاقبون "بقوة القانون الكاملة.
دعم ديمقراطية البرازيل
عبر كثيرون في العالم العربي عن دعمهم للرئيس دا سيلفا والديموقراطية التي جاءت به إلى سدة الحكم خاصة وأن ما شهدته البرازيل يوم الأحد يعد أول هجوم على المؤسسات الديمقراطية في البلاد منذ 40 عاما.
وفي تغريدة له، طالب الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي بضرورة دعم الرئيس البرازيلي باعتبار ما وقع في البرازيل يعد "هجوما شعبويا استبداديا ضد الديمقراطية" التي تعد "قضية كل الشعوب".
وفي محاولة لحشد التضامن العربي مع الرئيس البرازيلي، سعى كثيرون من مستخدمي مواقع التواصل في العالم العربي إلى تسليط الضوء على إرث دا سيلفا باعتباره "من أخرج البرازيل من قعر الفقر" وحولها "الى إحدى أكبر دول العالم اقتصاديا".
وقاد دا سليفا، وهو سياسي يساري قد نشأ في أسرة فقيرة واضطر في مرحلة الطفولة إلى العمل كماسح أحذية، البلاد خلال الفترة بين 2003 و 2010 وعاد إلى الرئاسة بعد هزيمة بولسونارو في انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد أقل من ثلاث سنوات على إطلاق سراحه من السجن بتهم فساد.
وخلال فترة رئاسته للبلاد، نجح دا سيلفا في تحقيق طفرة اقتصادية في البرازيل وأخرج الملايين في سكان البلاد من براثن الفقر عن طريق توسيع نطاق البرامج الحكومية التي تدعم طبقات المجتمع الفقيرة.
مقارنة ترامبية
وكانت الشرطة البرازيلية قد تمكنت من استعادة السيطرة على المباني الحكومية في العاصمة برازيليا بعد اشتباكات واقتحامات. واضطر الرئيس دا سيلفا إلى إعلان الطوارئ وإرسال الحرس الوطني إلى العاصمة لاستعادة النظام، فيما تعهد بالقبض على الجناة.
وجاءت الأحداث المأساوية بعد أقل من أسبوع منتنصيب دا سيلفا رئيسا للبلاد، ولم يحضر سلفه بولسوناروا مراسم التنصيب، إذ رفض الاعتراف بخسارته في السباق الانتخابي وغادر البلاد إلى الولايات المتحدة قبل تنصيب دا سيلفا.
وقد دفع مسار فوز دا سيلفا بالانتخابات وحتى "يوم الاقتحامات" رواد التواصل الاجتماعي في العالم العربي إلى إجراء مقارنة بين ذلك وبين ما حدث في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 في الولايات المتحدة من اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصار الرئيس السابق الأمريكي السابق دونالد ترامب.
يشار إلى أن بولسونارو مقرب من ترامب، وسار على خطاه، حيث رفض الاثنان الإقرار بخسارتهما في الانتخابات الرئاسية سواء لصالح جو بايدن في الولايات المتحدة أودا سيلفا في البرازيل، ولم يحضرا مراسم تنصيب الرئيس الجديد.
ويبدو أن قضية المقاربة بين بولسونارو وترامب قد لاقت اهتماما كبيرا من كبرى الصحف العربية حيث برز ذلك في معظم عناوين الصحف مثل الشرق الأوسط، التي نشرت تقريرا حول الأحداث تحت عنوان "أنصار بولسونارو على خطى مؤيدي ترامب". وجاء فيه "تذكّر هذه الصور بقيام مناصري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب - حليف بولسونارو - باقتحام مبنى الكونغرس في واشنطنفي 6 يناير (كانون الثاني) 2021."
مقارنات وتحذيرات عربية
لم تكن المقارنة "الترامبية" الوحيدة التي حاول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي التطرق إليها خلال التعليق على ما حدث في البرازيل، إذ استغل عدد من مستخدمي التواصل الاجتماعي في العالم العربي الأحداث التي وقعت في البرازيل للتحذير من الأوضاع الصعبة سواء الاقتصادية أو السياسية التي تعصف بدول عربية.
وفي هذا الصدد، حاول البعض التذكير بما تعاني منه بلدانهم وأنها قد تشهد سيناريو مشابها لما حدث في البرازيل، حيث عمد كثيرون منهم إلى تضمين تغريداتهم المتعلقة بـ "الأحد الأسود" في البرازيل بأوسمة تشير إلى واقع بلدانهم.
وعلى وقع التصدي لأعمال الشغب والتخريب تلك، سعى رواد التواصل الاجتماعي في بلدان عربية إلى الإشادة بالنموذج الديمقراطي في البرازيل في محاولة ضمنية للسخرية من وضع الديمقراطية في العالم العربي.
ورغم التعاطي السياسي اللافت بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في الدول العربية حيال الأزمة في البرازيل، إلا أن الطابع الفكاهي أخذ أيضا حيزا من التعليقات.
محمد فرحان