هل تشكل الصين منافسا جديا لألمانيا في مجال التكنولوجيا؟
٢٤ أبريل ٢٠١٢أصبحت الصين تمثل سوقا مهما للصادرات الألمانية في قطاع صناعة الآلات، حيث بلغت قيمة الصادرات الألمانية إلى الصين 19 مليار يورو، فيما لم تتجاوز قبل عشر سنوات خمسة مليارات يورو. وبالآلات الألمانية تصنع الشركات الصينية سلعا تسوقها في شتى أنحاء العالم. ولكن الصينيين بدؤوا منذ فترة طويلة في تصنيع آلات ذات تكنولوجيا عالية ومعقدة قد تشكل منافسة حقيقية لقطاع صناعة الآلات الألمانية.
وتعرض نحو 500 شركة صينية منتجاتها في معرض هانوفر الدولي. ويرى هانيس هيسه، مدير تنفيذي للرابطة الألمانية لصناعة الآلات، أن هذا المعرض يعد فرصة جيدة للصناعيين الألمان للوقوف على مدى حدة المنافسة مع نظائرهم الصينيين. "الصينيون يعرضون هنا في هانوفر أفضل ما لديهم، سنرى إذن المنتجات الرفيعة وذات التكنولوجيا العالية، ويجب علينا مقارنتها بما نعرضه نحن من منتجات." ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما إذا كانت المنتجات المعروضة في معرض هانوفر يتم إنتاجها فعلا بكميات كبيرة.
"لا خوف من المنافسة الصينية"
من جهته، يراقب يواخيم فورليندر، الذي تنتج شركته منشآت لتوليد طاقة الرياح، المنافسة الصينية عن كثب. "طبعا نحن نكنُّ الاحترام لما توصل إليه الصينيون ولكن ليست لنا أي مخاوف." ويوضح فورليندر أن شركته كانت باعت ترخيصا لأكبر مصنع لمنشآت توليد طاقة الرياح. "شركتنا حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال، خطتنا تكمن في إقامة شراكات ومنح تراخيص وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا، لأن هذا التبادل لم يفقر أحدا."
وقد بدأت الشركة المتوسطة الحجم، التي تتخذ من ولاية راينلاند بفالتس مقرا لها، في الإنتاج في الهند والبرازيل، فيما لا تزال منشآتها في كل من الفيتنام وأوكرانيا في طور البناء. ويعود ذلك إلى أن الكثير من الدول، التي لها اهتمام خاص بطاقة الرياح، تحرص على إنتاج هذه الطاقة داخل حدودها. "البرازيل مثلا تريد إنتاج 60 بالمائة من طاقة الرياح محليا، الأمر الذي لا يروق كثيرا للصينيين الذين يفضلون إنتاج هذه الطاقة في الصين وتصدريها من هناك إلى شتى أنحاء العالم. أما نحن فإننا نقوم ببناء منشآت توليد طاقة الرياح وإنتاجها في الدول نفسها، لأن الناس هناك بحاجة أيضا إلى فرص عمل."
محطة لتوليد الطاقة تشبه غواصة
وتبدو آلات شركة فورلاندر، التي تُعرض في هانوفر، للوهلة الأولى وكأنها مجرد دواليب هوائية عادية. ويقول فورلاندر: "ما يميز هذه الآلة هو أننا قمنا بدمج الدولاب مع المولد الكهربائي وبالتالي قمنا بتوفير 60 بالمائة من الوزن." إذن تعني خفة الوزن طريقة أسهل للنقل والإنشاء، وبالتالي يمكن أخذ منشآة توليد طاقة الرياح هذه بعين الاعتبار في الدول التي تعتبر البنية التحتية واللوجستية فيها أقل تطورا ممّا عليه في أوروبا. فرغم وزنها الأقل ثقلا، إلا أن مردوديتها لا تقل عن مردودية المنشآت الثقيلة.
من جهتها، تعرض شركة سمارت هيدرو باور من ولاية بافاريا الألمانية، محطة صغيرة لتوليد الطاقة تعمل دون الاستعانة بسد. وتبدو هذه التوربينه مثل غواصة. وتقول كريستينا دي سانتو إنه في حال تم وضع هذه المحطة، التي لا يتجاوز وزنها 300 كيلوغرام، في نهر ما، فإنه بالإمكان تزويد قرى بأكملها بالطاقة الكهربائية. وتوضح دي سانتو: "لقد تم إنشاء أول محطة في البيرو، حيث يتم تزويد قرية تتألف من 28 منزلا بالطاقة الكهربائية." وترى شركة سمارت هيدرو باور، التي هي عبارة عن مكتب للمهندسين، في توربينة المياه هذه بديلا صديقا للبيئة وأقل تكلفة للمولدات الكهربائية، التي تعمل بالديزل، والتي يعتبر استخدامها شائعا جدا في الدول النامية.
أندرياس بيكر / شمس العياري
مراجعة: منصف السليمي