هل تفوز ألمانيا بمسابقة الأغنية الأوروبية مجدداً؟
٦ مايو ٢٠١٢رومان لوب هو من سيمثل ألمانيا في مسابقة الأغاني الشهيرة "الأوروفيزيون" التي ستقام هذه السنة في باكو. ورغم قدراته الصوتية يبقى السؤال: هل سيكرر لوب الانجاز الذي حققته المغنية الألمانية لينا عام 2010 باحتلال المركز الأول؟
أكد مغني الهيب هوب الألماني توماس. د مرارا وتكرارا، أن وظيفته في برنامج اختيار المواهب "نجمنا لباكو" ليس فقط رئاسة لجنة التحكيم والعثور على المتسابق المناسب لمسابقة الأغنية "الأوروفيزيون"، ولكن مهمته تكمن أيضا في إنتاج ألبوم غنائي مشترك مع الفائز. لذلك ينبغي أن تؤخذ هذه المشاركة على محمل الجد ويجب أن يكون الفوز في البرنامج بداية لمسارغنائي وليس مجرد تذكرة مرور لمسابقة. الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تمت، وألبوم" تشينجيز" أو "التغييرات" جاهز الآن.
من جده الذي كان يعزف على آلة الأورغ في الكنيسة في مسقط رأسه في نويشتاد في فيد، تعلم رومان عزف أولى النغمات على آلة البيانو. منذ أن كان عمره ثماني سنوات وهو يشتغل في مجال الموسيقى. وبعد آلة البيانو عزف رومان في وقت لاحق على الطبل، وفي المدرسة اكتشف صوته أيضا، الذي هو من جهة حساس ودافئ وودود، ومن جهة أخرى قوي وله نبرة واثقة. لم يكن رومان خلال أسابيع المسابقة مشاركا مجنونا ولم يكن أبدا مهمشا أو انطوائيا: أداؤه كان دائما حقيقيا، وكانت له مشاعر صادقة. هذا الصدق والعفوية هو تماما ماقاده إلى الفوز.
ليست المرة الأولى
منذ 2006 بدأ رومان محاولاته الأولى في ميدان الموسيقى، وذلك من خلال المشاركة في برامج البحث عن مواهب. ففي برنامج المواهب الشهير في ألمانيا" ألمانيا تبحث عن سوبرستار" تمكن رومان وهو في 16 من عمره من احتلال مركز متقدم بين العشرين الأوائل. ولكن إصابته بالتهاب في الحنجرة حال دون استمراره في المشاركة، كما أنه رفض الإمكانية التي أتيحت له بالمشاركة في العام التالي.
بدلا من ذلك كرس نفسه للتدريب كتقني في مجال الصناعات. وظلت الموسيقى بالنسبة له مجرد نشاط ترفيهي في وقت الفراغ. كما انضم رومان إلى فرق موسيقية عديدة، ولم يستطع التخلي تماما عن حلم النجومية. وفي عام 2008 تقدم للتنافس في مسابقة الأغنية " الأوروفيزيون"، لكنه لم يوفق في ذلك الوقت.
الغناء كحرفة
ولت الأوقات التي كان يعتكف فيها الفنان في أستوديو لإنتاج البوم غنائي. أسابيع قليلة فقط قضاها رومان بعد فوزه في المسابقة في مزرعة المغني توماس د وهناك في منطقة الأيفل أنتجا ألبوما مكتملا من الناحية الفنية، حيث من الممكن أن يقبل على سماعه الجميع وينال إعجاب الكل.
ولذلك فإن 13 أغنية التي ضمها الألبوم، تمثل التيارات المختلفة التي تدخل في صنف موسيقى البوب: الأغنية الافتتاحية "أنادى الشمس" لها طابع فرح ونابض بالحياة. عنوان أغنية "التغييرات" يحيل على لون موسيقى مايكل جاكسون، ويبين أن لوب غير تقليدي بالتأكيد.
الأغاني مثل "نزاعات" أو "وحيد" تعطي للوب الشرعية في مجال التيار الموسيقي" باور بالاد". أما النغمات الجميلة حقا هي تلك الأكثر هدوءا، كما في أغنية "يوما بعد يوم" أو أغنية "بعد الليلة" التي تنتمي إلى مدرسة "السول". كل ذلك اتخذ مسارا طبيعيا في إنتاج الألبوم بشكل ممتاز، والأغاني لها بناء موسيقي جيد.
كما أن صوت لوب يستطيع تأدية تلك الأغاني بكل سهولة، ولكن شيئا ما مفقود: لعله اللحن العظيم الذي لم يستطع الخروج بعد من الرأس، كما أن القيام بكل شيء كما يجب، لا يعني بالضرورة أنه فن عظيم، بالإضافة إلى أن مدة أربعة أسابيع لإنتاج كل تلك الأغاني ليس بالوقت الكافي، حتى لو سمح التقدم التقني في مجال الموسيقى بذلك.
محاولة لتحقيق إنجاز المغنية لينا
مقارنة بلينا التي فازت في مسابقة " الأوروفيزيون" عام 2010، لرومان لوب قدرات موسيقية أفضل. قدراته الصوتية لا خلاف عليها، كما أن له القدرة على أن يجعل الجمهور يشعر بالراحة عند الاستماع إلى أغانيه. كما أن لوب شاب ودود ومتماسك ومتواضع، ويعطي الانطباع أنه يفضل الاستقرار في بيت صغير على أن يعيش حياة الأضواء والرفاهية.
أغنية "ما يزال قائما،" وهي واحدة من الأغاني التي كتبها موسيقي الجاز الناجح جيمي كولوم ، وهي أغنية تساعد لوب في أن يكون ضمن الثلث المتقدم في باكو. فهل يتمكن لوب من شد انتباه جمهور أوروبا الواسع؟ الأايام القادمة ستجيب على هذا التساؤلات. على أي حال فألبومه "تغييرات" يتقدم ببطء في مسابقات الأغاني. ويقول لوب: "إذا كان على المرء أن يخسر في باكو، فإنه ينبغي أن يقول: ارفع رأسك الحياة ستستمر، وينبغي للمرء كذلك أن يفشل أحيانا".
ماتياس كلاوس/ ريم نجمي
مراجعة: عبده جميل المخلافي