هل تقف روسيا وراء تسريب الوثائق السرية الأمريكية؟
١٠ أبريل ٢٠٢٣يبذل مسؤولون أمريكيون جهودا حثيثة، من جهة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية ومخابراتية شديدة السرية انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد). من جهة أخرى لدراسة كيفية التعامل مع تداعيات التسريبات وتأثيرها على تبادل المعلومات الحساسة بين مؤسسات الحكومة وعلى العلاقات مع الدول الأخرى.
وقد أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأحد (10 أبريل/ شباط 2023)، بياناً أوضحت فيه بأنّ "عملية مشتركة تجريها عدة وكالات تعمل على تقييم تأثير الوثائق المصورة" على الأمن القومي الأمريكي وكذلك على أمن الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة، في إجراء متبع يعرف باسم "تقييم الضرر" الناجم عن تسريب معلومات سرية.
أصابع الاتهام لروسيا
التسريب كان مقلقا بما يكفي بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية حتى أنها أحالت الأمر إلى وزارة العدل التي فتحت بدورها تحقيقا جنائيا حول تسريب الوثائق. وأكدت الأخيرة لاحقا فتح تحقيق في الأمر وإجرائها اتصالات مستمرة بالبنتاغون، دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
ونظرا لاتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وأفريقيا، يميل الخبراء إلى فرضية أن مصدر التسريب قد يكون عنصرا أو مجموعة من داخل الولايات المتحدة وليس من أحد الحلفاء.
وفي هذا الإطار، قال مايكل مولروي المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في مقابلة مع وكالة رويترز إن "التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة لأن العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط".
بيد أن فرضية أخرى لا تستبعد وقوف روسيا وراء التسريب، أو على الأقل عناصر مؤيدة لها خاصة وأن الوثائق المنشورة حول أوكرانيا ينظر إليها على أنها محاولة لتقويض العلاقة بين أوكرانيا والولايات المتحدة كأكبر داعم لها، ما سيخدم المصالح الروسية.
وفي رده على ذلك قال الكرملين الاثنين "إن هناك اتجاها عاما لتحميل روسيا مسؤولية كل شيء".
وعلى العموم يُنظر إلى هذا التسريب على أنه من أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع ويكيليكس في عام 2013 والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية. ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن والكرملين على طلبات للتعليق.
أوكرانيا والشرق الأوسط والكوريتان
من بين الوثائق التي ظهرت على شبكة الانترنت، وثيقة بتاريخ 23 فبراير شباط وتحمل علامة "سري"، بالتفصيل كيف سيتم استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية إس-300 بحلول الثاني من مايو/ أيار وفقا لمعدل استخدامها الحالي.
وربما تكون مثل هذه المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة ذات فائدة كبيرة للقوات الروسية، وقالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع تلك التسريبات. في المقابل قال مسؤولون بالبنتاغون إن الوثائق "لم تقدم سوى لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا تعود لشهر مضى ولا تشمل تقييمات حديثة".
وثيقة أخرى، تحمل ختم "سري للغاية" ومأخوذة من إفادة للمخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) بتاريخ الأول من مارس/ آذار، بأنّ جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دعَم الاحتجاجات المناهضة لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العليا.
وقالت الوثيقة إن الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات مخابرات، مما يشير إلى أن واشنطن كانت تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط. وفي بيان له الأحد، قال مكتب نتنياهو إن الوثيقة "كاذبة ولا أساس لها على الإطلاق".
وعرضت وثيقة أخرى تفاصيل متعلقة بمناقشات خاصة دارت بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأمريكي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سول القائمة (على ألا تفعل ذلك).
وقال مسؤول في القصر الرئاسي بكوريا الجنوبية إن سول على علم بالتقارير الإعلامية المتعلقة بالوثائق المسربة وإنها تعتزم مناقشة الأمر مع الولايات المتحدة.
و.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز)