هل سيقتدي اليونانيون بمنتخبهم الوطني "ويفوزون" على الأزمة؟
١٧ يونيو ٢٠١٢توجه الناخبون اليونانيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات برلمانية تشهد سباقا متقاربا يصعب التكهن بنتائجه ويمكن أن تؤدي إلى خروج اليونان من العملة الأوروبية الموحدة، مما يعصف باليورو ويثير الاضطراب في الأسواق المالية العالمية.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تعادل حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الذي يتزعمه انطونيس ساماراس وتحالف اليسار الراديكالي (سيريزا) بقيادة الكسيس تسيبراس.
وينوي ساماراس (61 عاما) مواصلة الطريق الذي رسمه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مقابل إنقاذ مالي للبلاد بقروض بقيمة 240 مليار يورو منذ 2010 وشطب 107 مليارات من الديون. لكنه يرغب في إعادة التفاوض حول تفاصيل هذا المسار للعودة إلى النمو. وأكد ساماراس للصحافيين، بعد الإدلاء بصوته في بيلوس المدينة الواقعة في شبه جزيرة البيلوبونيز، أن "عصرا جديدا" يبدأ في اليونان بعد الاقتراع. وقال "اليوم الشعب اليوناني يقول كلمته وغدا سيكون عصرا جديدا لليونان".
أما تسيبراس فيأمل في تبني برنامج يركز على إعادة تأميم الموارد وإعادة توزيعها، بدلا من برنامج الإصلاح الذي اقره البرلمان في شباط/فبراير.
ويدلي حوالي 9,9 ملايين ناخب مسجلين بأصواتهم في مراكز الاقتراع ليبدأ مساء اليوم إعلان أول التقديرات لنتائج الاقتراع استنادا إلى استطلاعات تجرى عند مغادرة الناخبين مراكز التصويت.
قادة أوروبا يحذرون
وكان عدد كبير من القادة الأوروبيين حذروا الناخبين اليونانيين صراحة من نتائج هذا الاقتراع. وبعد التزامها الحياد التام، رأت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل السبت أنه "من المهم" أن ينتخب اليونانيون أغلبية تحترم تعهدات البلاد المتعلقة بالإجراءات التقشفية. وفي أجواء من الاستقطاب الحاد، تعني هذه التصريحات دعما لساماراس.
من جهتها، أكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أنه "من المهم استئناف الحوار اعتبارا من الأسبوع المقبل" مع أثينا". وقد شددت على ضرورة العودة إلى العمل بعد أسابيع من الفراغ السياسي منذ الانتخابات السابقة التي جرت في السادس من أيار/مايو ولم تسمح لأي حزب بتحقيق أغلبية. أما رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر فقد دعا اليونانيين إلى أن "يدركوا التأثير المدمر" لخروج بلدهم من منطقة اليورو ومن الاتحاد الأوروبي.
ووجهت صحيفة بيلد الألمانية، واسعة الانتشار، رسالة واضحة إلى اليونانيين، بقولها إنه إن كان هناك أوراقا مالية باليورو في صرافاتهم الآلية، فذلك "لأننا وضعناها فيها". وأضافت "إذا فازت الأحزاب التي تريد منع التقشف والإصلاحات وغيرت من بنود أي اتفاق، فسنتوقف عن الدفع".
وقد فجرت اليونان مفاجأة السبت بتغلبها على روسيا 1-صفر في وارسو في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول ضمن منافسات المجموعة الأولى في كأس أوروبا 2012 لكرة القدم، مما يضمن بقاءها في المباريات الأوربية. وقد أثار هذا الخبر تفاؤلا بين اليونانيين الذين رأوا انه يبشر ربما ببقاء اليونان في اليورو.
(ع.ع./د ب ا، ا ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي