هل سيكون مصير الثورة المصرية كما تنبأ يوسف شاهين في "عودة الابن الضال"؟
٥ أغسطس ٢٠١١حتى بعد مرور ثلاثة أعوام على وفاته لا يزال المخرج السينمائي المصري الراحل يوسف شاهين (1926- 2008) يثير بأعماله الدرامية جدلا ونقاشات ليس فقط في الأوساط الفنية والثقافية. فقد تحول الإحتفال بالذكرى الثالثة لوفاة شاهين مساء أمس الخميس (04 أغسطس / آب) في دار الأوبرا المصرية في القاهرة إلى حلبة لنقاش واسع بين معظم الحاضرين حول تنبؤ شاهين بالثورة المصرية مبكرا في أعماله الفنية. يأتي ذلك عقب عرض أحد أبرز أفلام شاهين "عودة الابن الضال" الذي أخرجه عام 1976 وتم ضمه لاحقا إلى قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
السينما - مرآة للتطورات الاجتماعية والسياسية
ودارت النقاشات بشأن الفيلم بين الحاضرين، الذين بلغ عددهم 200 شخص، حول دور السينما كصناعة وكإبداع وما صوره الفيلم من أحداث وبين الثورة المصرية. وربط الكثيرون منهم بين العديد من الأحداث في الفيلم وبين أحداث تشهدها مصر حاليا وأبدوا تخوفهم من المصير الذي رسمه شاهين في الفيلم المتمثل في سرقة حلم الحرية من قبل من يملكون السلطة أو المال. يذكر أن شاهين كان أنتج الفيلم ليعبر عن حالة الفرحة التي أعقبت حرب 1973 والتي كانت مقدمة لدخول مصر في نفق مظلم بسبب انعدام الحرية. كما شهد العرض حالة من الحنين الواضح من جانب معظم الحاضرين خاصة مع صوت ماجدة الرومي وهي تغني "الشارع لمين/ الشارع لنا" وهي الأغنية التي تم ترديدها طويلا خلال الأيام الأولى للثورة المصرية كتعبير عن طلب الحرية ورفض القمع.
وضم فيلم "عودة الابن الضال" عددا من نجوم السينما المصرية على غرار محمود المليجي وهدى سلطان وشكري سرحان وسهير المرشدي وعلي الشريف وأحمد بدير والوجهان الجديدان آنذاك هشام سليم وأحمد محرز. كما شاركت المطربة اللبنانية ماجدة الرومي في أول ظهور سينمائي لها كممثلة في بطولة الفيلم.
أعمال يوسف شاهين - صالحة لكل زمان؟
ونظم الاحتفالية ابنا شقيقة شاهين المنتجان ماريان وغابي خوري إضافة إلى عدد كبير من تلاميذه وأصدقائه، بينهم المخرجان يسري نصر الله وخالد يوسف ومدير التصوير رمسيس مرزوق وإحدى بطلات الفيلم رجاء حسين إلى جانب عدد ممن ساعدوا شاهين في أعماله وعدد من النقاد والصحفيين والسينمائيين الشباب. واعتبر كل الحاضرين اختيار الفيلم موفقا للاحتفاء بشاهين كمخرج حيث يظهر فيه كامل تألقه السينمائي سواء في اختيار النص، الذي شارك بنفسه في كتابته مع الراحل صلاح جاهين، أو في اختيار الصيغة العامة للفيلم كعمل ينتمي بالكامل للسينما الموسيقية التي لم تعرف السينما المصرية الكثير من أمثلتها خاصة وأن أغنيات الفيلم شارك في تلحينها أسماء لامعة بينها كمال الطويل وبليغ حمدي وسيد مكاوي.
ورحل شاهين، الذي يعد أبرز مخرج عرفته السينما المصرية عن 82 عاما، فجر الأحد 27 تموز/ يوليو 2008 بمستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة بعد غيبوبة استمرت أكثر من 6 أسابيع ودُفن في مدينته الإسكندرية وفقا لوصيته. وكان مشوار شاهين الفني بدأ بعد عودته من الخارج للدراسة بفيلم "بابا أمين" عام 1950 وقدم عشرات الأفلام الشهيرة التي احتل عدد منها مكانه في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وبينها "باب الحديد" و"الناصر صلاح الدين" و"الأرض" و"العصفور" و"إسكندرية ليه" وكان آخر أفلامه "هي فوضى".
(ش.ع / د.ب.أ)
مراجعة: عارف جابو