هل صار نجوم كرة القدم "عبيد" صفقات الرعاية والدعاية؟
٢٣ ديسمبر ٢٠١٧قد تكون الرواتب التي يتقاضاها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي أو غيرهما من كبار لاعبي كرة القدم في العالم خيالية، لكن الأموال التي تدرها عليهم عقود الأحذية والمستلزمات الرياضية تضاهيها ضخامة.
ففي تموز/ يوليو، تسبب الوجه الجديد في كرة القدم الفرنسية، كيليان مبابي، الذي تلهث خلفه الأندية الأوروبية الكبرى، بضجة من خلال الإعلان في حسابه على "تويتر" أنه على وشك الكشف عن خبر هام جداً. وبدأ الجميع في التخمين بأن الأمر يتعلق بانتقاله إلى ريال مدريد الإسباني أو باريس سان جيرمان. لكن ما أعلنه المهاجم البالغ من العمر 19 عاماً هو أنه بصدد تمديد العقد الذي وقعه مع شركة المستلزمات الرياضية الأمريكية "نايكي"، والتي تتعاقد معه منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره.
وبعد ذلك بأسابيع معدودة، انتقل مبابي على سبيل الإعارة من موناكو إلى باريس سان جيرمان الذي ترعاه "نايكي" أيضاً، مع خيار التوقيع نهائياً مع نادي العاصمة الفرنسية مقابل 180 مليون يورو. يبدو، إذاً، أن المسألة لا تتعلق فقط بربط شريط الحذاء المصمم خصيصاً لهذا اللاعب أو ذاك، أو تقاضي أموال طائلة من عقد الرعاية دون أي مجهود، بل يبدو أن اللاعبين يتحولون إلى سفراء للعلامة التجارية ولديهم التزامات صارمة على صعيد العلاقات العامة.
ويتحدث فرانك هوكميلر، المتخصص بحقوق الصور، عن هذه المسألة قائلاً: "الوضع ليس مشابهاً لتولي وظيفة معينة وأن تكون موظفاً لدى صاحب العمل. مع صفقة الرعاية هناك التزامات معينة. إذا وقعت صفقة مع أديداس أو نايكي أو بوما، فهذا يعني أنهم اشتروا حقوق صورتك". ويواصل هوكميلر بالقول: "كل ذلك يتزامن مع حجم معين من متطلبات العلاقات العامة وإدارة الشبكة الاجتماعية".
لكن يبقى هدف شركات المستلزمات الرياضية واضحاً، وهو تسليط الضوء على منتجاتها، وهذا ما تعتقد أنه يستحق الملايين. ويرى كيفن جوفري، المسؤول في موقع فرنسي متخصص بأخبار الملابس الرياضية (Footpack.fr)، أن شركات الملابس الرياضية "تستثمر ... المزيد والمزيد من المال وتريد أن تجني شيئاً في المقابل". لذلك، يتم تسخير حسابات اللاعبين على "تويتر" و"إنستغرام" أو "سنابتشات" من أجل الترويج لمنتجاتها.
فعلى سبيل المثال، قام نجم وسط الأرسنال الإنكليزي والمنتخب الألماني، مسعود أوزيل، مؤخراً بالترويج لشركة "أديداس" في حسابه على "إنستغرام"، الذي يتابعه نحو 15 مليون مستخدم، حيث أشار الى أنه تربطه علاقة مدفوعة مع العلامة التجارية الألمانية. ويقال أن المبلغ الذي يتقاضاه أوزيل جراء ذلك يصل إلى 3.7 مليون جنيه استرليني (4.19 مليون يورو) في السنة.
كما أن معظم اللاعبين الكبار يرتبطون بصفقات مماثلة. فلاعب وسط فرنسا ومانشستر يونايتد الإنكليزي، بول بوغبا، وقع مؤخراً صفقة لأعوام عدة مع "أديداس" بقيمة 40 مليون يورو، بحسب التقارير. ورغم اعتزاله اللعب في 2013، ما زال النجم الدولي الاإكليزي السابق ديفيد بيكهام على علاقة مع "أديداس" أيضاً. فنمط حياة المشاهير الذي يعيشه يتناسب تماماً مع الاتجاهات الرياضية الحالية. وبما أنه خلع حذاءه الكروي، أصبح التركيز حالياً على منتجات أخرى مثل البزة الرياضية السوداء التي كان يرتديها لدى وصوله الى مطار لوس أنجلوس.
لكن نجم ريال مدريد الإسباني ومنتخب البرتغال، كريستيانو رونالدو، ما يزال صاحب الصفقة الأغلى على الاطلاق، إذ تقدر قيمة عقده مع "نايكي" بمبلغ 6.2 مليون جنيه استرليني سنوياً. ولإعطاء فكرة عن حرب المناقصات التي تدفع قيمة هذه العقود لأرقام خيالية، فإن العقد الذي وقعه مهاجم نيس الفرنسي الحالي ومانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيين سابقاً، ماريو بالوتيلي، مع الشركة الألمانية "بوما" قبل نهائيات مونديال 2014 كان 5.1 مليون جنيه استرليني سنوياً.
ع.ع/ ي.أ (أ ف ب)