هل كان منفذ هجوم ميونيخ "مراهقا تيكتوكيا" متطرفا؟
٦ سبتمبر ٢٠٢٤يسافر الشاب النمساوي البالغ من العمر 18 عاما، من زالتسبورغ حيث يقيم إلى ميونيخ، وفي فكره مخطط، يبدو أنه أعد له جيدا كما يشتبه المحققون. حيث قرر إيمراه، الفتى الذي ولد في النمسا لعائلة بوسنية، أن يستهدف القنصلية العامة لإسرائيل في ميونيخ، في يوم الخامس من سبتمبر/أيلول، وهو نفس تاريخ الهجوم على الفريق الأولمبي الإسرائيلي في المدينة عام 1972.
وقال رئيس وزراء ولاية بافاريا ماركوس زودر في مؤتمر صحفي: "لحسن الحظ أن الأمر سار بشكل جيد في النهاية." مؤكدا على "شبهة قوية" عن صلة بين الاعتداء وإحياء ذكرى الهجوم على البعثة الأولمبية الإسرائيلية. وأضاف زودر: "حماية المؤسسات اليهودية مهمة جدا بالنسبة لنا".
ونقلت صحف ألمانية عن دوائر التحقيق أنه اشترى السلاح الذي كان يحمله قبل يوم واحد من الهجوم. وهو عبارة عن بندقية قديمة تعود إلى الحرب العالمية الثانية، لكنها مازالت تعمل، وكلفته 300 يورو في السوق السوداء، وذلك لأن هناك حظر على اقتنائه السلاح حتى عام 2028. وتُظهر مقاطع فيديو صورها الجوار أن الفتى المشتبه بتنفيذه الهجوم بدوافع إسلاموية، قد استعمل السلاح وصوب به، ولكنه لم يصب أحدا، قبل أن تتبادل الشرطة إطلاق النار معه وتصبه، ليموت في عين المكان.
عائلة مندمجة وطبيعية
تنقل صحيفة "إكسبريس" النمساوية عن سكان البلدة، التي يقيم فيها إيمراه مع عائلته، وهي لا بتعدى عدد سكانها 6600 نسمة وتقع قرب زالستبورغ أقصى شمال غرب النمسا، أن العائلة تعيش بشكل طبيعي في البلدة الصغيرة: الأم لديها صالون حلاقة، وتعيش مع زوجها وولدها إيمراه وابنها الآخر الأصغر سنا. "عائلة لطيفة ومندمجة"، يقول بعض السكان. وتضيف سيدة، لقد انتقلوا حديثا إلى بيت جديد. تأتي الأم مبكرا إلى صالون تصفيف الشعر، يتبعها الأب بعد ذلك. وحتى إيمراه كان يساعدهما في الصالون أحيانا.
ولكن ما لم يعرفه الكثيرون: أخذ الابن الأكبر للعائلة يجنح نحو التطرف يوما بعد يوم. وبعد أن اعتدى على زميل له في المدرسة عام 2023، صادرت الشرطة هاتفه الخلوي. ليعثر الضباط على بيانات ولعبة كمبيوتر ذات خلفية إسلاموية إرهابية. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، هي لعبة تحاكي سيناريوهات القتل لميليشيا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الإرهابية.
التطرف عن طريق الإنترنت؟
إيمراه كان يحب ألعاب الإنترنت ويركز على ألعاب الأسلحة والقتل العشوائي. ولم تصنفه السلطات على أنه "شديد الخطورة"، واكتفت بفرض حظر امتلاكه للسلاح حتى عام 2028.
وبقيت الأمور، لمدة عام، هادئة حول المراهق المولود في زالتسبورغ، ولم تسجل الشرطة أي نشاط غريب له. وتنقل صحيفة "ستاندارد" النمساوية عن أصدقاء له بأنه كان مرحا. وهناك "دهشة" عندهم لتعامله مع الإسلامويين. وتحقق الهيئة المركزية لمكافحة التطرف والإرهاب في ألمانيا الآن في سبب قدومه إلى ألمانيا لارتكاب فعلته.
يقول الباحث في شؤون التطرف نيكولاس شتوكهامر من جامعة الدانوب في كريمس النمساوية إنهم يلاحظون: "تزايد التطرف من خلال داعش". ويضيف الخبير أنه يوجد في النمسا نحو 50 إلى 70 إسلامويا "خطرا"، إضافة لمجموعة "موسعة تضم حوالي 300 إسلاموي"، كما تنقل عنه إذاعة "راديو3" النمساوية.
ويتحدث عن شتوكهامر عن ما وصفه "إرهابي مراهق تيكتوكي"، نسبة للتطبيق الصيني تيك توك. ويرى أن هناك "كثير من الناس يتطرفون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومنهم على ما يبدو مطلق النار في ميونيخ".
ويشير شتوكهامر إلى ظاهرة مقلقة وهي أنه "فجأة نشهد تطورا مثيرا للقلق في الجيل الثاني من المهاجرين من البلقان". ويظهر بشكل خاص عند الشباب الذين تعود جذورهم إلى مقدونيا الشمالية والبوسنة وكوسوفو وألبانيا". ومن بين هؤلاء المراهق الإسلاموي (19 عاما)، الذي خطط لمهاجمة حفل موسيقي للمغنية الأميريكية الشهيرة تايلور سويفت في فيينا، والذي له جذور في البلقان.
مصدر: صلة محتملة بهيئة تحرير الشام
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الجمعة (السادس من سبتمبر/أيلول 2024) عن دوائر التحقيق أنه من المرجح أن الفتى النمساوي من أصل بوسني على صلة بالمليشيا الإسلاموية المتشددة "هيئة تحرير الشام".
وذكر المكتب الإقليمي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ولاية بافاريا أن هيئة تحرير الشام ظهرت في عام 2017، وهي نتاج اندماج فرع سابق مرتبط بتنظيم القاعدة (جبهة النصرة) وعدد من الجماعات السورية المسلحة الأصغر. وعلى عكس تنظيم القاعدة، الذي يواصل التخطيط لهجمات في الغرب، تركز هيئة تحرير الشام على سوريا فقط وتسيطر بشكل فعلي على محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتعلن أنها تريد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
ف.ي