هل مدحت المستشارة ميركل "الدكتور كمون" فعلاً؟
٢٥ مارس ٢٠٢٠ضجت صفحات مواقع التواصل العربية في اليومين الماضيين باسم طبيب تونسي مقيم في ألمانيا يُدعى "رضوان كمون"، بعد انتشار رسالة باللغة الفرنسية، موقعة باسمه وموجهة للرئيس التونسي قيس سعيّد، تدعو الأخير إلى تبني "براءة اختراع لكمون حول طريقة جديدة وسريعة لتحليل فيروس كورونا المستجد لدى المريض".
ووصل الأمر بعدة مغردين إلى حد ادعاء "قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتصال بالدكتور كمون حول الموضوع، ودفع مبالغ مالية ضخمة مقابل الاختراع".
وكانت DW عربية قد تواصلت مع مختصين بهذا الشأن فيما سبق، الذين أشاروا إلى أن اسم الطبيب ربما يتم "استعماله في عملية احتيال"، فيما أقر وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي، خلال مقابلة تلفزيونية، بتواصله مع كمون، وأكد أن هناك حديثا قد دار بينهما حول متابعة البحث الطبي عن كثب، ما آثار مزيدا من تضارب في الأخبار.
بيد أن الحالة شبه الهستيرية التي أثارها الخوف من فيروس كورونا المستجد، والأمل في إيجاد علاج سريع، دفعا الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تبادل فيديو للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال خطابها الأخير، التي أوردت فيه آليات تعامل ألمانيا مع فيروس كورونا، ولكن جاء الفيديو بترجمة مفبركة، تمدح فيها كمون.
DW عربية قامت بترجمة الفيديو الأصلي للمستشارة الألمانية ميركل من اللغة الألمانية، والذي جاء فيه ما يلي:
"حضرات السيدات والسادة، أجريت اليوم مشاورات هاتفية مكثفة مع رؤوساء حكومات الولايات الألمانية، و اتفقنا جميعاً على جدية الوضع الحالي، ففيروس كورونا المستجد مستمر في الانتشار في بلدنا بسرعة مقلقة.
ولقد ناقشنا اليوم الإجراءات الحالية لمواجهة الوضع. ليس لدينا حتى هذه اللحظة أي لقاح أو دواء ضد الفيروس، لكنني أقصد هنا الإجراءات التي نتخذها وأولها تجهيز نظامنا الصحي، وبشكل خاص المستشفيات، استعداداً لارتفاع عدد الإصابات المتوقع خلال الفترة المقبلة.
أما الإجراء الثاني فهو تغيير سلوكياتنا، لأنه أكثر إجراء فعال لدينا في الوقت الحالي. وفي هذا الصدد علينا تقييد الحياة العامة بأقصى شكل ممكن، وتقليل الاحتكاك مع الآخرين بقدر الإمكان لتجنب نقل العدوى.
كما تعلمون فإن الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات أقرت هذه الإجراءات يوم الاثنين، واتفقنا على تقييم النتائج في نهاية الأسبوع.
اليوم الأحد رأينا أن المدن وحركة المرور واقتصادنا وحياتنا الشخصية لم تعد مثل ما كانت عليه قبل أسبوع. الأغلبية العظمى من الناس يفهمون أن كل شخص له دور في مواجهة هذه الأزمة، وهذا هو ما سيجعلنا نتجاوز هذه الفترة الصعبة سوياً.
شكراً جزيلاً".
بعدها توالت أسئلة الصحفيين للمستشارة ميركل، ولم يرد فيها أيضا اسم الدكتور كمون.
مرام سالم/ سلمى حامد