هل هبت رياح الأزمة على فريق بايرن ميونخ؟
٢٩ سبتمبر ٢٠١٠ضربة موجعة جدا، تلك التي تكبدها فريق بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم يوم السبت الماضي (الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2010)، أمام فريق ماينز المتربع ،وللمفاجأة، على قائمة الدوري الألماني/ بوندسليغا، بهدفين مقابل هدف يتيم. ورغم ذلك، يرفض المسئولون في نادي ميونخ أي حديث عن أزمة أو عن انطلاقة مخيبة للفريق في هذا الموسم. بل ويصرون على أن الأمور تجري أفضل بكثير مما كانت عليه الموسم الماضي. والجميع يعلم تماما أنه وفي ذلك الموسم، وبعد انطلاقة متعثرة، فاز الفريق بالثنائية، لقب الدوري وبطولة كأس ألمانيا؛ كما أنه كاد أن ينتزع لقب دوري أبطال أوروبا، لو لم يوقفه فريق إنتر ميلان الإيطالي.
وإذا كان الخطاب الرسمي لنادي بايرن ميونخ يغلب عليه إيقاع "ضبط النفس" و"الترقب"، إلا أن القائمة تبوح بتفاصيل أكثر. ففي ختام المرحلة السادسة من منافسات البوندسليغا، احتل الأسد البافاري المركز التاسع بفارق عشر نقاط عن متصدر الترتيب. وللمقارنة فقط كان البايرن في المرحلة ذاتها من الموسم الماضي يحتل المركز الثاني خلف هامبورغ. وهو ذات الموسم الذي يوصف "بالأسوأ" من قبل النادي.
الوحيد، كارل هاينز رومنيغيه، رئيس مجلس الإدارة البافارية حذر من مغبة "استمرار الوضع"، مطالبا اللاعبين "بكسب نقاط المباراة" ضد بروسيا دورتموند العنيد يوم الأحد القادم. وفي حقيقة الأمر، تشكل هذه المباراة أهمية قصوى لصاحب الأرقام القياسية في عدد الألقاب، لأن عدم الفوز فيها يعني أن الفارق بينه وبين متصدر القائمة قد يصل إلى ثلاثة عشر نقطة، ما قد يمثل بداية النهاية لنيل لقب الدوري الثالث والعشرين في تاريخ البايرن.
تراجع في المستوى
وكعادته في وضع النقاط على الحروف، تحدث فيليب لام، الظهير الأيمن للفريق البافاري إلى صحيفة بيلد الألمانية، عن مشاكل الفريق بكل صراحة قائلا "إن العديد من اللاعبين يلعبون بأقل من مستواهم. هذا ما تسبب في حدوث ما كنا نخشاه".
أما المدرب الهولندي لويس فان خال الذي مدد عقده يوم أمس مع نادي ميونخ حتى عام 2012، فلم يفاجأ على حد قوله بـ"تدني مستوى الفريق". معتبرا أن أسباب ذلك تعود بالأساس إلى مونديال جنوب إفريقيا، والجهد الكبير الذي بذله اللاعبون في تلك البطولة العالمية، والذي ترك بصماته على أبدانهم.
وبغياب الفرنسي فرانك ريبري والجناح الهولندي آريين روبين -القوة البافارية الضاربة-، بدا فان خال بحاجة ملحة إلى ترتيب أوراقه من جديد. وبحكم أن النادي لم يتعاقد مع لاعبين جدد، فإن المدرب يعتمد على نفس تشكيلة الموسم الماضي، إضافة إلى توني كروز العائد من فريق بايرن ليفركوزن (إعارة). كما أنه يقوم بين الحين والآخر بإدخال أحد لاعبي الاحتياط كحميد ألتينتوب، ودانييل برانييك وأنتولي تيموتشيك. وللأسف، لم ينجح أي منهم في إثبات جدارته على الملعب. الأمر الذي يفسره المهتمون بالشأن الرياضي إلى حاجة البايرن إلى دماء جديدة.
عقم في الهجوم
وينتقد عدد من المحللين الرياضيين المدرب فان خال، لتشبثه بنظام 4-2-3-1 الذي أثبت فاعليته الموسم الماضي. فغياب ريبري وروبن، جرد ذلك النظام من أهميته، لأنه لم يعد يتوافق مع الإمكانيات المتوفرة. الأمر الذي انعكس بشكل كبير على المهاجمين إيفيكا أوليش وميرو كلوزه الصائمين عن التهديف، لأنهما يفتقدان بالأساس لتمريرات روبين الرائعة. فروبين كان ولا زال اللاعب الأول في بايرن القادر على حسم الأمور، وغيابه طيلة الشطر الأول من الموسم تسبب وسيتسبب في آلام كبيرة للبافاريين.
العقم الذي أصاب خط الهجوم، كشفت عنه مجلة كيكر الرياضية بوضوح، عندما قامت مؤخرا باحتساب عدد الفرص التي أتيحت للبافاريين. وقد حددتها في ثمانية وثلاثين فرصة لم يسجل منها الفريق البافاري سوى خمسة أهداف. أي أنه لم يستفد سوى من 13,2% من الفرص المتاحة. وذلك عكس بايرن ليفركوزن، صاحب المركز الخامس، الذي أحرز ثلاثة عشر هدفا، من بين خمسة وثلاثين فرصة، أي ما يعادل نسبة 37,1%.
تجدر الإشارة إلى أن البايرن وفي جميع المباريات التي خاضها احتفظ بسيطرته على الكرة. فأمام ماينز، بلغت النسبة 64% مقابل 36% لصالح منافسه. لكن ذلك لم يساعده قط على الفوز. وهذا ما لخصه فان خال بالقول، إن "كرة القدم مسابقة لإحراز الأهداف"، وهذا هو الأهم. يقف بايرن ميونخ هذا الأسبوع أمام امتحان صعب. والهزيمة أمام دورتموند لن تعادل ضياع اللقب بكل تأكيد، لكنها ستجعل منه هدفا عصيبا، لن يصل إليه الفريق بالاستناد على إنجازات الموسم الماضي، أو بتبني خطاب "كل شيء على ما يرام".
وفاق بنكيران
مراجعة: هبة الله إسماعيل