هل يفوز الإسلاميون في المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية أيضا؟
١٣ ديسمبر ٢٠١١يتوجه الناخبون لأربعاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2011) إلى صناديق الاقتراع في إطار المرحلة الثانية للانتخابات التشريعية المصرية. ويتم التنافس فيها على مئة وثمانين مقعداً في تسع محافظات بالنظام الفردي وبنظام القوائم. وتستقطب الانتخابات المواطنين المصريين بين أحزاب ليبرالية وأخرى دينية، في حين يتنبأ المراقبون بالمزيد من المكاسب للإسلاميين الذين حصدوا معظم المقاعد التي أجريت عليها الانتخابات البرلمانية في المرحلة الأولى.
وتمتلئ شوارع مدينة الجيزة على سبيل المثال، وهي تقع في إحدى المحافظات التسع التي تشملها المرحلة الثانية، بلافتات الدعاية للمرشحين من مختلف الأحزاب والتيارات. ويقر كثير من الليبراليين والناشطين من أبناء الجيل الجديد، الذين كانوا في طليعة المحتجين خلال الثورة التي أطاحت بنظام الحكم السابق، بالأداء القوي للإسلاميين في المرحلة الأولى. وكانت قوائم الأحزاب الإسلامية، مثل حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور الذي ينتمي إلى التيار السلفي، قد حصلا على نحو ثلثي الأصوات في المرحلة الأولى.
مكاسب للإسلاميين
ورأى عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الإسلامي المحتمل في انتخابات الرئاسة، أن النتائج التي حققها الإسلاميون في الانتخابات حتى الآن "ليست مفاجأة، لأنها طبيعية في ظل الانتقال من نظام فاسد ومستبد إلى نظام ديمقراطي أو إلى بداية محاولة لعمل نظام ديمقراطي طبيعي"، بحسب تعبيره. وكانت جماعة الإخوان المسلمين محظورة قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وأصبحت أكبر القوى السياسية في الساحة حاليا بعد حل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه الرئيس السابق حسني مبارك.
ورغم التوقعات الكثيرة بأداء قوي لحزب الحرية والعدالة، فوجيء كثير من المراقبين في مصر بالمكاسب الانتخابية لحزب النور الذي يمثل السلفيين، والذي حصل على قرابة ربع الأصوات في الجولة الأولى. وأبدى أبو الفتوح، القيادي السابق في حركة الإخوان المسلمين، الذي يعتزم ترشيح نفسه مستقلا في انتخابات الرئاسة إعجابه بأداء السلفيين. وقال "أنا لست خائفا في الحقيقة ولا حتى من الكتلة السلفية. وأنا هنا أتكلم عن الحزب الرئيسي الذي يمثل السلفيين وهو حزب النور. أنا اجتمعت مع قياداته وتابعت أداءهم وأنا سعيد بأدائهم. وهذا لا يعني أنني متفق معهم في كل آرائهم لكني سعيد أنهم يتطورون في أدائهم، ولا ننسى أنهم دخلوا في العمل السياسي منذ شهور فقط".
اليساريون في المرتبة الثالثة
لكن مكاسب الإسلاميين في الانتخابات حتى الآن أثارت توتر معظم اليساريين في مصر، وأثارت مخاوف من مواجهة محتملة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يتولى السلطة في البلاد في الوقت الحالي. ومع صعود الإسلاميين، جاء الليبراليون في الترتيب الثالث بين الفائزين حيث حصل تحالف الكتلة المصرية الليبرالي على 13 في المئة من الأصوات للمرشحين الأفراد في المرحلة الأولى.
ويقول حزب المصريين الأحرار، الذي تضمه الكتلة المصرية مع عدة أحزاب أخرى، إنه لا ينافس الإخوان المسلمين الموجودين في الساحة السياسية منذ عشرات السنين فحسب بل "يتعرض لحرب عقائدية تصوره مناهضا للدين". وقال أحمد سعيد الذي فاز في الانتخابات البرلمانية وعضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار: "أنا لا أنافس حزب الحرية والعدالة، ولا أنافس حزب النور. أنا أنافس حزب الإخوان المسلمين الذي يعمل ويبني منذ 80 عاماً ووَصَل إلى الناس والفقراء عن طريق الخدمات وعن طريق الإعلام، وبالتالي المنافسة غير متوازنة وغير عادلة".
ويقول الليبراليون إنهم استفادوا من دروس المرحلة الأولى للانتخابات، وإنهم عدلوا حملتهم الانتخابية بناء على ذلك. وألقت عدة أحزاب أخرى صغيرة بثقلها وراء الكتلة المصرية، التي يقول أعضاؤها إنهم كثفوا نشاطهم في المناطق الريفية. لكن ذلك التغيير ربما لا يكون كافيا للحد من صعود الإسلاميين في المدى القريب. ولا يتوقع كثيرون اختلافا يذكر في نتائج المرحلتين الثانية والثالثة للانتخابات.
(ع،م/ رويترز، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو