وأخيرا جاء الافتتاح: قناة بنما الجديدة
أعمال بناء استمرت 9 سنوات ـ سنتين أكثر مما كان مبرمجا. والتوسعة الجديدة تتيح عبور سفن بحاويات تصل إلى 14 ألف حاوية عبر أهم طريق مائي في أمريكا.
يبلغ طول قناة بنما 82 كلم، وافتتحت الأحد (26 يونيو/حزيران) التوسعة الجديدة للقناة ليتمكن عدد أكبر من السفن من العبور بين المحيطين الأطلسي والهادي، وذلك بعد أعمال إنشاء استمرت 9 أعوام.
"كوسكو شيبنغ بنما" كانت أول سفينة تجتاز الممر الملاحي بعد توسعته متجهة من الأطلسي إلى الهادي في رحلة تستغرق 8 ساعات. وحضر مراسم الافتتاح الرسمي خوان كارلوس فاريلا رئيس بنما والعديد من ممثلي قطاع صناعة السفن في العالم.
وحتى يتمكن مرشدو الملاحة من توجيه السفن بنجاح عقب توسعة القناة، تدربوا قبلها على سفن نموذجية. ويمكن الآن لسفن يبلغ طولها 366 مترا وعرضها 49 مترا عبور القناة. كما يمكن شحن 600 مليون طن من البضائع في السنة الواحدة عبر القناة، وهو ضعف القوة الاستيعابية السابقة.
تكلفة توسيع القناة بلغت نحو 5.25 مليار دولار ـ نحو مليارين أكثر من المبلغ المرصود أصلا للمشروع. واشتغل نحو 40.000 عامل في ورشة البناء. فجروا جبالا ونقلوا 150 مليون متر مكعب من التراب والحجر واستخدموا 192.000 طن من الفولاذ.
ويوجد على طول القناة ثلاث بوابات منزلقة، لأن حجم السفن صار أكبر في الآونة الخيرة. ولذلك كان من المهم تشييد تلك البوابات في توسيع القناة التي بإمكان 96 في المائة من جميع السفن عبورها.
تعد القناة شريان البلاد التي تضم 3.8 مليون نسمة. ويصل حجم عائدات القناة السنوية نحو مليار دولار تصب في خزينة الدولة. وبعد عشر سنوات يُتوقع أن تصل تلك العائدات إلى أربعة مليارات في السنة الواحدة. وجزء منها يأتي أيضا من السياحة: فالتعرف على القناة يُعد محطة إجبارية بالنسبة إلى زائري بنما.
في عام 1999 سلم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (وسط) مسؤولية إدارة القناة التي كانت إلى ذلك الحين تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية. في 1903 ـ أي سنة قبل بدء أعمال تشييد القناة ـ احتلت قوات أمريكية المنطقة وصاغت اتفاقية تضمن استغلالا على مدى زمني غير محدد. وبعدما تولت بنما إدارة القناة قبل 17 عاما أصبحت القناة مربحة.
أول سفينة "أنكونا" وعلى متنها 200 مسافر عبرت القناة في الـ 15 من أغسطس/آب 1914. وشُيدت القناة حينها من قبل مهندسي الجيش الأمريكي. وخلال أعمال البناء بين 1905 و 1914 لقي نحو 6000 شخص حتفهم.
يُتوقع بناء قناة أوسع وأكبر في نيكاراغوا يتم تمويلها من قبل ائتلاف تجاري صيني. انطلاق أشغال البناء تم في 2015 تحت احتجاجات قوية من مواطنين ومدافعين عن البيئة. وقد تتطور قناة نيكاراغوا إلى قناة منافسة لقناة بنما كأهم طريق تجارية في القارة.