واشنطن تدين تورط إيران وحزب الله في الصراع السوري
٢٢ مايو ٢٠١٣أدانت الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء (22 مايو/ أيار 2013) إيران وحليفها اللبناني المسلح حزب الله لما وصفته بالتورط المتزايد في الصراع السوري، وحذرت من أن تزايد الدعم العسكري لدمشق يهدد بانتشار الصراع الطائفي في جميع أنحاء المنطقة. وقال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في عمان إن "الولايات المتحدة والدول الأخرى لا ترسل قوات إلى سوريا ولكن حزب الله يفعل ذلك". وأضاف "هناك عدة آلاف من قوات ميليشيا حزب الله على الأرض في سوريا ويساهمون في هذا العنف ونحن ندين ذلك".
وأكد كيري أن مخاوف الولايات المتحدة من أن التورط الشديد لجماعة حزب الله الشيعي اللبناني في معارك في سوريا خلال الأسبوع الماضي قد يجر لبنان إلى الصراع، الذي دخل الآن عامه الثالث. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد نفى في مقابلة نشرت يوم الأحد الماضي المزاعم بأن إيران وحزب الله يدعمان قواته. ودعا كيري الأسد للمشاركة "بحسن نية" في محادثات السلام المقترحة برعاية الولايات المتحدة وروسيا. وقال كيري إن القوى الغربية والإقليمية استعدت لبحث الجدول الزمني وإطار المحادثات من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة في البلاد. وأضاف أن الأسد سيُسْتَبْعَد من أية حكومة انتقالية محتملة.
الغرب يضغط باتجاه حل سياسي
وقال كيري في معرض إشارته إلى الصيغة التي اعتمدت في العام الماضي لتحقيق عملية انتقال في سوريا:" في حالة عدم رغبة نظام الأسد في تنفيذ اتفاق جنيف 1 بحسن نية، فسنواصل دعمنا للمعارضة". وأكد كيري أن واشنطن تتابع "عن كثب" المزاعم بأن دمشق استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وقوات المعارضة. وقال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يحتفظ " بكل الخيارات على الطاولة". وقد ردد تحذيرات كيري مسؤولون غربيون آخرون. فقد دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الاتحاد الأوروبي لإعلان جماعة حزب الله اللبنانية أو على الأقل ذراعها العسكري منظمة إرهابية.
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت سابق الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي مستعد لرفع حظر تصدير الأسلحة للمعارضة السورية. وأكد كاميرون على هامش مشاركته في القمة الأوروبية في بروكسل أن على الاتحاد الأوروبي أن يزيد من ضغوطه على الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب الأهلية في بلاده، وقال إنه يعتقد أن على الاتحاد الأوروبي أن يبعث برسالة مفادها أن التكتل مستعد لرفع الحظر على تصدير أسلحة للمعارضة أو تغيير هذا الحظر، لتصعيد الضغط على النظام السوري. كما شدد رئيس الوزراء البريطاني على رفضه مشاركة الأسد في المحادثات الدولية بشأن الصراع في سوريا.
"تعويل روسي على موقف المعارضة"
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبيل المباحثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو الأربعاء إن بلاده تعوّل على أن تبدي المعارضة السورية موقفاً "بنَّاءً" من المؤتمر الدولي المرتقب. وذكر لافروف أن " التقارير الواردة حتى الآن لا تبعث على الأمل، وعلى وجه التحديد، وحسب التقديرات الأولية، لم يُتَّخَذْ خلال اجتماعات المعارضة في مدريد أي قرار بشأن المشاركة بدون شروط مسبقة".
وتابع أن روسيا لن تخضع للاستفزازات التي تستهدف سوريا وناشد الحكومة السورية بأن تلتزم بنهج سياسي ثابت. واستطرد: "الموقف في سوريا يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار وبدء حوار سياسي، هذا هو هدف الاقتراح بالبدء بالاستعدادات لمؤتمر دولي طرحته الولايات المتحدة وروسيا". وأردف قائلاً: "هدف هذا الحدث الدولي سيكون مساعدة السوريين على الاتفاق على مستقبل بلادهم بدون تدخل خارجي". من ناحيته قال المقداد إن الحكومة السورية لم تقرر بعد إنْ كانت تعتزم المشاركة في المؤتمر أم لا، وقال: "بمجرد عودتنا إلى دمشق سوف نبلغ الحكومة بنتائج المحادثات التي أجريناها في موسكو ثم نتخذ قرارنا النهائي بشان المشاركة في المؤتمر أو عدم المشاركة".
يُشار إلى أن المعارضة السورية تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق للدخول في محادثات مع الحكومة السورية. وكان لافروف قد أعلن بعد محادثات في موسكو مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في السابع من الشهر الجاري أن بلديهما قرَّرا عقد مؤتمر دولي يهدف إلى تسهيل التوصل إلى حل للأزمة السورية من خلال الحوار السياسي. ومن المتوقع عقد المؤتمر في الشهر المقبل.
المعارضة تسيطر على معسكر استراتيجي في ريف إدلب
ميدانياً، قُتِلَ 40 جندياً ومقاتلاً مواليا للنظام السوري "من عناصر اللجان الشعبية المسلحة" و14 مقاتلاً معارضاً الأربعاء في معارك بريف إدلب شمال غرب سوريا، انتهت بسيطرة مقاتلي المعارضة على معسكر الشبيبة قرب بلدة النيرب وتدمير عدد من الآليات، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة، وذلك بعد نحو أسبوعين من الاشتباكات العنيفة ضمن ما يسميه مقاتلو المعارضة: "معركة القصاص لأهلنا في بانياس".
واعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن "السيطرة على معسكر الشبيبة هزيمة قاسية للنظام، فقد كان المعسكر أهم معاقل النظام بريف إدلب، حيث كانت الكثير من البلدات بالريف تُقْصَف من قبل القوات النظامية المتمركزة داخله، كما كان يستخدم كمعتقل من قبل القوات النظامية وقُتِلَ فيه عشرات المعتقلين تحت التعذيب". وتشهد سوريا منذ أكثر من عامين صراعاً داميا أسفر عن مقتل أكثر من 90 ألف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات الميدانية من مصادر مستقلة.
ع.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)