واشنطن ترجح مقتل أبو عاقلة بشكل غير متعمد من موقع إسرائيلي
٤ يوليو ٢٠٢٢
قالت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الاثنين (الرابع من يوليو/حزيران 2022) إن محققين مستقلين لم يتوصلوا إلى نتيجة حاسمة فيما يتعلق بمصدر الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، بعد أن أجروا فحصا جنائيا مفصلا.
وخلص المنسق الأمني الأمريكي، في تلخيصه لنتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات الإسرائيلية والفلسطينية، إلى أن رصاصة أُطلقت من مواقع الجيش الإسرائيلي هي المسؤولة على الأرجح عن قتلها لكنه لم يجد سببا للاعتقاد بأن ذلك كان متعمدا.
وقالت الوزارة في بيان "لم يجد المنسق الأمني الأمريكي سببا للاعتقاد بأن ذلك كان متعمدا وإنما نتيجة ظروف مأساوية خلال عملية عسكرية قادها جيش الدفاع الإسرائيلي ضد فصائل الجهاد الإسلامي الفلسطينية".
وأضافت أنه فيما يتعلق بالفحص الجنائي، الذي تم بمعرفة جهات تمثل طرفا ثالثا تحت إشراف المنسق الأمني الأمريكي، فقد قرر خبراء المقذوفات أن الرصاصة تضررت بشدة مما حال دون التوصل إلى نتيجة واضحة بشأن مصدرها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن "الولايات المتحدة (...) تواصل التشجيع على التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه القضية الهامة" و"تحض على المحاسبة" على هذا الصعيد.
و في أول تعقيب رسمي على التقرير، دان الفلسطينيون اليوم إلى إدانة ما وصفوه بأنه "بمحاولات حجب الحقيقة أو الإشارات الخجولة في توجيه الاتهام لإسرائيل"، في قضية مقتل أبو عاقلة. وحمل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في تغريدة الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية اغتيال شيرين أبو عاقلة"، وقال "سنستكمل إجراءاتنا أمام المحاكم الدولية".
من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه "تم إخضاع الرصاصة لاختبار بالستي في مختبر الطب الشرعي بحضور هيئات مهنية إسرائيلية وممثلين محترفين عن USSC (المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية)، من أجل تحديد السلاح الذي أطلقت منه. تم إجراء الاختبار في إسرائيل بحضور ممثلين عن USSC في كافة مراحله"، وفق بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيواصل التحقيق في مقتل أبو عاقلة بعد أن أخفقت الفحوص الجنائية التي أجرتها السلطات الأمريكية في تحديد مصدر الرصاصة التي قتلتها.
وقُتِلت أبو عاقلة التي كانت تعمل لدى قناة "الجزيرة" القطريّة منذ 25 عاما، في 11 أيار/مايو إثر إصابتها برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها عمليّة عسكريّة إسرائيليّة عند أطراف مخيّم جنين شمال الضفّة الغربيّة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعطت الضوء الأخضر للأمريكيين، وليس الإسرائيليين، لفحص الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة خلال تغطيتها عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن النائب العام الفلسطيني عقب تحقيق أجرته النيابة العامّة الفلسطينيّة، أنّ الرصاصة التي أودت بحياة أبو عاقلة أُطلِقت من سلاح للجيش الإسرائيلي. وحسب نتائج التحقيق الفلسطيني، فإنّ أبو عاقلة قُتِلت برصاصة عيار 5,56 ملم أُطلِقت من سلاح من نوع "روجر ميني 14".
وكان الجيش الإسرائيلي من جانبه قد أعلن أنّه يتعذّر تحديد ما إذا كانت أبو عاقلة قُتِلت برصاص أحد عناصره ، مستبعدا بكل الأحوال أن تكون الصحافية قتلت بشكل متعمد.
وفي 24 حزيران/يونيو خلصت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى أن الصحافية الفلسطينية قُتلت بنيران القوات الإسرائيلية ، فيما استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن يكون العيار الناري الذي أصابها متعمّدا معتبرةً أن التحقيق الأممي "لا أساس له".
وتأتي التطورات الأخيرة بعد أقل من عشرة أيام على زيارة أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ العام 1967 في أول جولة شرق أوسطية له منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب/ رويترز)