واشنطن وبروكسيل تدينان الاعتقالات الجماعية في روسيا
٢٤ يناير ٢٠٢١أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لـ"الاعتقالات الكثيفة" و"الاستخدام غير المتكافئ للقوة" خلال الاحتجاجات التي شهدتها روسيا للمطالبة بالإفراج عن المعارض اليكسي نافالني. وأضاف بوريل في تغريدة "سنناقش الاثنين المراحل المقبلة مع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي"، علما أن الاتحاد يطالب بالإفراج عن نافالني، ويرتقب أن يناقش المجتمعون التدابير الواجب اتخاذها دعما لهذا المطلب.
وتطالب العديد من الدول الأعضاء والبرلمان الاوروبي بإقرار عقوبات جديدة على روسيا، لكن ذلك يتطلب إجماع أعضاء الاتحاد الـ27. والجمعة، طلب رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الافراج فورا" عن نافالني خلال محادثة هاتفية. وأعرب عن "قلق" الاتحاد الاوروبي "البالغ" حيال نافالني داعيا إلى "الاحترام الكامل وغير المشروط لحقوقه".
من جهتها، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية بشدة تعامل السلطات الروسية مع المحتجين والصحفيين الذين المتظاهرين في روسيا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أن محاولات قمع حقوق المواطنين الروس في التجمع السلمي وحرية التعبير عن الرأي واعتقال نافالني وقمع الاحتجاجات التي أعقبت ذلك كلها "مؤشرات مقلقة على مزيد من القيود على المجتمع المدني والحريات الأساسية". ودعت وزارة الخارجية الأمريكية السلطات الروسية إلى إطلاق سراح جميع المحتجين الذين تم اعتقالهم لممارستهم حقوقهم، والإفراج الفوري غير المشروط عن نافالني، وكذلك دعم التحقيقات في تسميمه باستخدام سلاح كيماوي. وجاء في البيان أن الولايات المتحدة ستقف جنبًا إلى جنب مع حلفائها وشركائها في الدفاع عن حقوق الإنسان - سواء في روسيا أو في أي مكان تتعرض فيه هذه الحقوق للتهديد.
وفي سياق متصل، دعت كندا السبت السلطات الروسيّة إلى "الإفراج الفوري" عن الأشخاص الذين اعتُقِلوا خلال الاحتجاجات وقالت وزارة الخارجيّة الكنديّة في تغريدة على تويتر إنّ "كندا تشعر بقلق عميق إزاء اعتقال متظاهرين وإعلاميّين في أعقاب الاحتجاجات السلميّة في روسيا". وأضافت "نحضّ السلطات الروسيّةعلى احترام حقوق الإنسان والإفراج الفوري عن الأشخاص المعتقلين".
وتظاهر عشرات الآلاف السبت في روسيا تلبية لدعوة نافالني للمطالبة بالإفراج عنه، فيما اعتقلت الشرطة آلاف المتظاهرين خلال التحركات التي تخللتها أيضاً صدامات في مدن كبرى عدّة ولا سيما موسكو.
فقد احتجزت الشرطة الروسية ما يزيد على ثلاثة آلاف متظاهر واستخدمت القوة لتفريق تجمعات في جميع أنحاء البلاد يوم السبت بعدما تجاهل عشرات الآلاف من المحتجين البرد القارس وتحذيرات الشرطة من أجل المطالبة بإطلاق سراح المعارض البارز أليكسي نافالني.
وكان نافالني، وهو محام يبلغ من العمر 44 عاما، قد دعا أنصاره للاحتجاج بعد اعتقاله في مطلع الأسبوع الماضي فور عودته إلى موسكو لأول مرة بعد رحلة علاج في ألمانيا عقب تسميمه بغاز أعصاب في أغسطس / آب.
وطالبت السلطات الناس بالابتعاد عن أماكن المظاهرات يوم السبت، قائلة إنهم يخاطرون بالتعرض للإصابة بفيروس كورونا فضلا عن الملاحقة القضائية وربما السجن بسبب حضور احتجاجات غير مصرح لها. لكن المتظاهرين تحدوا الحظر ونزلوا في احتجاجات قوية في ظل أجواء برد قارس وصلت في أحد الأماكن إلى أقل من 50 درجة تحت الصفر.
وفي وسط العاصمة موسكو، احتشد 40 ألفا على الأقل، وفق تقديرات مراسلي رويترز، في واحدة من أكبر التجمعات غير المرخصة منذ سنوات. وشوهدت الشرطة وهي تلقي القبض على محتجين وتقتادهم إلى سيارات. وقالت السلطات إن نحو 4000 شاركوا في الاحتجاجات، وشككت وزارة الخارجية الروسية في تقدير رويترز لعدد المشاركين. وتساءلت الوزارة ساخرة في قناتها على تليغرام "لماذا لا تقولوا أربعة ملايين؟". ونقلت بروكت، وهي وسيلة إعلام روسية مستقلة، عن أحد أنصار نافالني قوله إن عدد المحتجين في العاصمة بلغ نحو 50 ألفا.
وردد متظاهرون عبارات منها "بوتين لص" و"العار" و"الحرية لنافالني". كما احتجزت الشرطة يوليا نافالنايا زوجة نافالني لفترة وجيزة خلال مشاركتها في أحد الاحتجاجات. وألقت الشرطة القبض على عدد من حلفاء نافالني السياسيين في الأيام الماضية بينما ألقت القبض على عدد آخر منهم اليوم.
وذكرت مجموعة أو.في.دي-إنفو لمراقبة الاحتجاجات أن الشرطة ألقت القبض على 3296 محتجا منهم 1294 في موسكو و489 في سان بطرسبرج، في احتجاجات بنحو 100 بلدة ومدينة.
وحدث انقطاع في خدمات الهواتف المحمولة والإنترنت حسبما أظهرت بيانات موقع (داونديتكتور دوت آر يو) الذي يتابع مثل هذه الانقطاعات. وتلجأ بعض السلطات لهذه الوسيلة أحيانا لتصعيب الاتصالات بين المحتجين.
ح.ز/ ع.ج.م (رويترز/ د.ب.أ / أ.ف.ب)