والد ريم لـDW عربية: "أنغيلا ميركل لم تقم بأي خطأ"
١٧ يوليو ٢٠١٥أثار الحديث الذي دار بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والفتاة الفلسطينية الباكية جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية بألمانيا. الفتاة الفلسطينية ريم حاولت أن تشرح للمستشارة الألمانية المعاناة التي تمر بها، هي وعائلتها بسبب تعقيدات قانون اللجوء الألماني فانهمرت بالبكاء، لتسارع ميركل إلى مواساتها بطريقتها التي حصدت انتقادات واسعة، نُعتت فيها ميركل بالبرودة والقسوة.
لكن ماذا عن والد الفتاة كيف قيّم هو الحديث الذي دار بين الاثنتين؟ وما موقفه من كل هذا اللغط؟ DWعربية أجرت حوارا مع والد ريم، السيد عاطف سحويل يشرح فيه ما جرى بعد ذلك الحديث، ومدى تأثر ريم بالموجة الإعلامية المترتبة عن ذلك وتفوقها الدراسي إضافة إلى الإعاقة البدنية التي تعاني منها.
DWعربية: كيف تعاملت ريم والعائلة مع الموجة الإعلامية التي أعقبت الحوار الذي دار بين طفلتكم ريم وبين مستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل؟
عاطف سحويل: في البداية هذا حلم أن تلتقي ابنتي بمستشارة ألمانيا الاتحادية التي هي أقوى امرأة في العالم. هذا كان حلم بالنسبة لنا وبالنسبة لها. التقت بها ابنتي وكانت قوية. وتحدثت بشكل جيد جدا عن وضعها وعن وضع اللاجئين. ونفسيتها الآن والحمد لله عالية ووضعها جيد. ولا توجد هناك أدنى مشكلة.
معنى ذلك أن هذه الموجة الإعلامية لم تأثر عليها في شيء؟
ما أثر عليها هما الصحافة والإعلام. لأن الصحفيين جاؤوا حتى إلى أمام منزلنا وكانوا ينتظرون أمام باب البيت. وأنا قمت بتهريبها إلى داخل المنزل. أخذناها من المدرسة وأدخلناها إلى المنزل عن طريق "التهريب".
كيف استطعتم إذا الاحتفال بعيد الفطر صباح هذا اليوم؟
أولا يعاد عليكم وعلينا وكل عام وأنتم والجميع بخير. في البداية ذهبنا صباح العيد إلى المدرسة، لأن اليوم موعد تسليم الشهادات. والحمد لله حصلت ريم في شهادتها المدرسية على أربع درجات بتقدير جيد جدا. وحتى ابني أخذ تقدير جيد.
وماذا عن الصحفيين كيف استطعتم أن تعيشوا أجواء العيد بعيدا عنهم؟
لا. بقي الصحفيون أمام منزلنا ليلة البارحة. وعلى مدخل المدرسة كان ما لا يقل عن عشرة أو 15 صحفي إضافة إلى الطواقم التلفزيونية إلى غير ذلك. أمس صباحا كانت ريم بالمدرسة، اتصلت بي وقالت إن الصحافة لا زالت خارج المدرسة وسألتني كيف لها أن تتصرف. فأوصيتها بأن لا تتحدث مع أحد ولا تجعل نفسها أمام أي ضغط، وسوف نأخذها من المدرسة. ابنتي لا تستطيع المشي لديها إعاقة وتتحرك على الكرسي. وكان هناك صحفيان طرقا على باب بيتي وقالا إنهما من قناة (إر.تي.إل) الألمانية ويريدان إجراء حوار معي ومع ريم. فكان ردي أن قلت لهما إن ريم لن تعود إلى البيت إلا عند الساعة الرابعة عصرا ورفضت إجراء اللقاء. ولا أدري كيف حصلوا على عنوان البيت. بعدها اتصلت بأصدقاء ألمان وبالمحامي وقلت له إن ريم تعاني من ضغط ولا أريد أن أتحدث في هذه الأمور. كل هذا كان يوم أمس. أما اليوم وكما تعرفين كنا في المدرسة استلمنا الشهادات وأخذت الأولاد إلى ماكدونالدز وقمنا بجولة في المدينة، ولتونا عدنا إلى البيت.
ماذا عن الوضع الصحي للريم، فهمت أنها مقعدة، هل هذا صحيح؟
نعم هي مقعدة منذ ولادتها. وأنا أريد أن أتحدث عن شيء مهم جدا، لقد خضعت ريم لعمليتين جراحيتين في مستشفى بدوسلدورف، ولذلك حصلنا على تأشيرات الدخول لألمانيا. كلفت العمليتان مبالغ ضخمة، بحدود 38 ألف يورو دفعتها كاملة على حسابي الخاص. وجمعت هذا المبلغ من خلال تبرعات حصلت عليها من الجوامع والكنائس في لبنان ومن الأقارب المتواجدين في الدنمارك والسويد ومن الناس الأخيار. لكن وللأسف لم تنجح العمليتان معا بدولسدورف، حتى المستشفى الذي أقيمت فيه العمليتين تمّ قفله بسبب تهم النصب والاحتيال. بعد ذلك اضطررنا لتقديم اللجوء في ألمانيا.
يعني أن حضوركم إلى ألمانيا كان لسبب طبي، من أجل معالجة ريم؟
نعم. وهناك نقطة أود أن أحكيها من قلبي الخالص. نحن نشكر الحكومة الألمانية والشعب الألماني لاستقباله لنا، ومنذ ذلك الحين وإلى غاية هذه اللحظة يقومون بعلاج هذه الفتاة، ودفعوا من أجلها مبالغ ضخمة، فكلمة الحق تقال. والحمد لله أن ريم تستطيع الآن المشي قليلا، أفضل من السابق بكثير.
شكرك للألمان يجرني للسؤال عن تقييمك للطريقة التي تعاملت معها ميركل مع ريم والتي حصدت منها العديد من الانتقادات والاتهامات؟
أنا تابعت الحوار بشكل مباشر على الرابط بالانترنت. كنت مسرورا جدا من هذا اللقاء. ورغم أن ريم بكت، لكنني داخليا كنت مسرورا باللقاء. هل يوجد رئيس في أحد بلداننا العربية يقوم بما قامت به ميركل، يقعد ويجلس مع الأطفال ويستمع إليهم؟ لا يوجد. نحن أدرى بما يوجد في بلداننا للأسف. وحول ردة فعلها، فمن الطبيعي جدا أن تتصرف بهذه الطريقة كمستشارة ورئيسة وزراء. ريم سألت وميركل أجابت، لا يمكن أن تقول ميركل لريم سوف أمنحك الإقامة، هذا أمر غير معقول. فعليها أن تكون صريحة معها ومع الشعب الألماني والرأي العام. هذا رأيي! واللقاء كان قصيرا لكي تقوم ميركل بتفسير قوانين اللجوء، وريم لا يمكنها أن تستوعب موضوعا معقدا كهذا بعمرها الذي لا يتجاوز 14 عاما.
طيب هل تغيّر شيء في مصير العائلة بعد هذا اللقاء؟
لا! لا شيء، سوى طلبات متكررة من وسائل الإعلام لإجراء لقاء صحفي. ونحن لا نريد ذلك لأننا لا نريد أن يتم الحديث عن المستشارة الألمانية بسوء. أنا والد الطفلة وأرى أن ميركل لم تقم بأي خطأ. وكان هناك لغط شديد، هناك من قال أن يدها من حديد أو من ثلج إلى غير ذلك.
نشكرك أنك منحتنا الفرصة لهذا الحوار!
شكرا لكم أيضا. عيد سعيد على جميع المسلمين، وسمعت أن ميركل تحتفل بعيد ميلادها، وأقول لها كل عام وأنت بألف خير، وأتمنى أن يساعد الألمان جميع اللاجئين في ألمانيا وهذا ما يقومون به بالفعل.