وثائق جديدة تكشف عن اضطهاد النازيين للمثليين
١ أغسطس ٢٠٠٧يستعد الآلاف من المثليين الألمان والمدافعين عن حقوقهم لتنظيم مسيرة في وسط مدينة هامبورج للاحتفال بحقيقة أن عمدتي أكبر مدينتين في ألمانيا وهما برلين وهامبورج من المثليين، وأنه بمقدورهم تشكيل اتحادات شرعية معترف بها. وتبدأ هذه المسيرة من أمام أكبر وأعرق المباني التجارية في هامبورج وهو متجر " أليستهوس" في الشارع الرئيسي بالمدينة. غير أن القليلين ممن سيشاركون في المسيرة على دراية بالوثائق التي نشرت مؤخرا والتي تقول إن الجستابو، البوليس السري في عهد النازية، قد قام بمذبحة للمثليين بدأت داخل أليستهوس.
وثائق وحقائق
منذ سبعين عاما وتحديدا في صيف عام 1937 قام رجال الجستابو ذوي السترات الجلدية باقتحام مبنى أليستهاوس خلال ساعات العمل وألقوا القبض على نحو40 من العاملين المثليين جنسياً وتم ترحيلهم في عربات كانت تنتظرهم في الشارع. وتبع ذلك بقاء المقبوض عليهم رهن "الحجز الوقائي" لأسابيع وشهور ثم نقلهم إلى مصحات عقلية لتلقي العلاج ومنها إلى معسكرات الاعتقال. الغارة التي شهدها هذا المتجر كانت بداية أعقبتها غارات مماثلة مع تصاعد الحملة بحلول نهاية الثلاثينيات.
وأظهرت الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخرا أن الغارات التي جرت في هامبورج تكررت كثيراً في الحقبة النازية، حتى وصل عدد الرجال الذين ماتوا على أيدي النازيين في ألمانيا إلى نحو 54 ألف مثلي، من بينهم سبعة آلاف ماتوا في معسكرات الاعتقال النازية. وكشفت الوثائق أيضا أن النازيين وثقوا كل تفاصيل حياة أولئك الذين وقعوا ضحايا لهم، حيث تضمنت هذه الوثائق صورا مرعبة عما كان يحدث من ممارسات تعذيب واضطهاد بحق هؤلاء المثليين.
مظاهر ملاحقات الجستابو للمثليين
كان جهاز الجستابو يقوم بأنشطة منظمة ومبرمجة للإيقاع بالمثليين الجنسيين في شباكه، كما شكل شبكة حماية تسمح لأصحاب الحانات من المثليين بالبقاء في أعمالهم بشرط قيامهم بالإبلاغ عن أسماء عملائهم بصورة منتظمة، وكان يتم دفع رشاوى لأصحاب الفنادق من أجل الإبلاغ عن النزلاء. وفي حالة عدم رضا أحد العاملين في أحد الأماكن عن تصرفات زميل له أعزب فكان كل ما عليه فعله هو الذهاب إلى الجستابو والإبلاغ عن رواية جنسية وفي اليوم التالي يختفي هذا العامل، حيث كان الرجل الأعزب آنذاك محل الشكوك.
وبعد توحيد شطري ألمانيا، ظهرت الآلاف من القصص التي تناولها المؤرخون في كتاباتهم حول اضطهاد النازيين للمثليين الجنسيين، حيث تم نشر نتائج أبحاثهم عن تلك القصص والأحداث، غير أن هذه النتائج سببت صدمة حتى بالنسبة لعدد من المؤرخين الذين كانوا على علم بحدوث أعمال وحشية، نظراً لحجم هذه الأعمال وعدد من لقوا حتفهم على أثرها.