وثائقي - مراجعة التاريخ - الجذور الاستعمارية للإبادة الجماعية في رواندا
يبحث سامويل عن أدلة في رحلة تنطلق من رواندا وتمر عبر ألمانيا وبلجيكا، والدولتان استعمرتا البلد الصغير الواقع في شرق إفريقيا. وهو يريد أن يعرف من أين أتت الكراهية بين الهوتو الذين يشكلون أغلبية في البلاد وأقلية التوتسي. يلتقي سامويل بمؤرخين وشهود عيان معاصرين في رواندا وأوروبا ليفهم أسباب نشوء العداوة بين الشعبين في وطنه رواندا. فأي دور لعبت "النظرية الحامية" التي تزعم أن شعب التوتسي جاء من الشمال وكان "عرقا" من طبقة أعلى؟ وما قصة كل الجماجم البشرية التي نقلها الألمان من رواندا إلى ألمانيا؟ كما يريد أن يعرف: هل البلدان الاستعماريان السابقان مسؤولان عن مقتل والديه ومقتل روانديين آخرين كثر في نهاية المطاف؟ أم أن الروانديين يتحملون المسؤولية عن جرائم القتل الجماعي المروعة التي حصلت في الفترة الواقعة بين إبريل/نيسان و يوليو/تموز 1994؟ كان الألمان الذين حكموا رواندا منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى عام 1916، يعرفون شعبي الهوتو والتوتسي على أنهما مجموعتين عرقيتين مختلفتين، ولكن وفقا للعديد من الروانديين لم يكن الأمر كذلك. بل كان الشعبان ينتميان إلى طبقتين اجتماعيتين متباينتين. في القرن التاسع عشر كان جل شعب التوتسي ينتمي إلى الطبقة العليا التي كانت تمتلك ماشية لها قيمة اقتصادية عالية بينما كان أفراد شعب الهوتو في الغالب مزارعين لديهم القليل من الماشية أو لا يملكون ماشية على الإطلاق. كما كان ملوك رواندا ينحدرون من شعب التوتسي وحكموا هناك لعدة قرون. وعندما طرد المستعمرون البلجيكيون الألمان من رواندا أثناء الحرب العالمية الأولى استولوا على البلاد وظلوا هناك حتى استقلال رواندا في عام 1960، زاد البلجيكيون من حدة الانقسامات بين الهوتو والتوتسي واستخدموها لتحقيق أغراضهم الخاصة حتى أوقفوا أخيرا دعمهم للملك وحكومة التوتسي في الخمسينيات وسمحوا للهوتو بالاستيلاء على السلطة. في ذلك الوقت أيضا تعرض شعب التوتسي لهجمات جماعية ما اضطر مئات الآلاف للفرار من البلاد. بعد مرور 30 عاما على الإبادة الجماعية حل السلام في رواندا. وحسب سياسة الرئيس كاغامي فهناك روانديون فقط، ولم تعد هويات الهوتو والتوتسي تلعب أي دور. فهل تم تجاوز الماضي المظلم والكراهية بين الشعبين؟