وجهة نظر: الاتحاد الأوروبي يؤثر قليلا في الشرق الأوسط
١٢ ديسمبر ٢٠١٧المبادرة الاستفزازية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل يعتبرها الاتحاد الأوروبي سيئة. ووزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الثمانية والعشرون متفقون على أن ذلك لا يتسبب إلا في الاضطراب والغضب وتشنج الجبهات، هذا كل ما في الأمر.ومحاولة الانفصال القصيرة من تشيكيا انتهت بسرعة. وفي براغ اقترح الرئيس الذي لا يمكن أخذه بجدية تقليد العمل الانفرادي لترامب. والاتفاق على أن "حل الدولتين" هو الذي سيدفع إسرائيل وفلسطين إلى الأمام كان "مثيرا"، كما أعلنت مندوبة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية موغيريني.
الإجماع في الجمود
وهذا الإجماع لم يؤثر إلا قليلا على الضيف من إسرائيل. فبنيامين نتانياهو تخلى منذ مدة عن الاتحاد الأوروبي الذي يعتبره صديقا للفلسطينيين. فهو يراهن على الولايات المتحدة الأمريكية وصديقه الجديد المفضل ترامب. والفلسطينيون يفعلون العكس. هم يلعنون الولايات المتحدة الأمريكية ويفضلون رؤية الاتحاد الأوروبي في دور وساطة فعلي. وكيف سيتم هذا كله؟
فالاتحاد الأوروبي، كما أعلنت ذلك بوضوح لا ريب فيه مندوبة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية لا يملك سياسة ذاتية في الشرق الأوسط. فالمبادرات الذاتية مستبعدة تماما. ويتم دوما ترقب الحكمة من واشنطن. لكن هنا يمكن الانتظار طويلا. فالرئيس أوباما سبق وأن لم ينجح في جمع الأطراف حول طاولة واحدة. وإذا ما تحقق هذا لترامب المتقلب، فإن ذلك سيكون بمثابة معجزة سياسية. والاتحاد الأوروبي يقزم نفسه رغم دوره الكبير في النزاع. فهو في كل حال يمول جزءا من الميزانية الفلسطينية ويحافظ على الحياة قائمة في غزة والضفة الغربية. وذلك على فكرة بدعم واضح من إسرائيل، وإلا كانت ستُلقى هذه المهمة على كاهل قوة الاحتلال.
وغالبا ما طالب سياسيون من الاتحاد الأوروبي بضرورة أن يتحرك الاتحاد الأوروبي. وإلى حد الآن ظل التمسك المتحجر قائما بقاعدة "حل الدولتين" أو "الأرض مقابل السلام" التي بلورها الإسرائيليون والفلسطينيون في تسعينات القرن الماضي. ومنذ تلك اللحظة تمت تجربة الكثير، لكن حصل القليل. لم ينجح ذلك. وهذا يعود للموقف الرافض للفلسطينيين المتنازعين فيما بينهم، وكذلك للموقف الرافض لحكومة نتانياهو.
والآن؟
والآن حان الوقت كي يطور الاتحاد الأوروبي بدائل واقعية لتجاوز الجمود. وهذا يحتاج إلى الوقت وأفكار جيدة. وربما يسير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الطريق الثالث عندما يخرج البريطانيون العنيدون ويمكن أيضا في برلين إقناع المستشارة التي تتخذ موقفا سلبيا.
وهذا سيكون بدون شك أفضل من انتظار الاقتراحات العجيبة من بيت ترامب، والمعني هنا أيضا هو صهره جاريد كوشنير. فالاتحاد الأوروبي يجب عليه أن يتحرك عوض اللف حول عجز أو عدم إرادة الأطراف المشاركة الأخرى. وفي هذا الإطار ينطوي الإعلان غير الحساس والمثير للقلق حول القدس للرئيس الأمريكي على الأقل على شيء جيد: الآن يتم مجددا الحديث عن نزاع الشرق الأوسط الذي لم يلق الحل، وذلك أيضا في أوروبا.
بيرند ريغرت