وجهة نظر: لابديل عن حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
١٥ أكتوبر ٢٠١٤جمع المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب أكثر من خمسة مليار دولار. مبلغ كبير، فاق ما كانت السلطة الفلسطينية تطمح إليه. إمارة قطر الصغيرة، والفاعلة سياسيا في المنطقة، دفعت لوحدها مليار دولار للتقليل من معاناة سكان غزة. كما أعطت ألمانيا 50 مليون يورو إضافية من أجل مساعدة فورية للقطاع.
هذه التبرعات العربية والدولية والرغبة في المساعدة أمر مرحب به بالتأكيد. الحاجة مُلحة جدا لمد العون سريعا لمائة ألف فلسطيني باتوا دون مأوى، وضرورية أيضا لتزويد 1.7 مليون شخص بالحاجيات الأساسية من الماء والطاقة. لكن كل ذلك وللأسف، لا يمكنه أن يخفي حقيقة غياب أي حل سياسي في الأفق لصراع غير متكافئ.
الرفع السريع للحصار المزدوج
مفتاح حل سياسي دائم من يساعد على إحداث تغيير جوهري في الوضع، يوجد بيد إسرائيل ومصر. فكلا البلدين يسيطر على حدود القطاع الساحلي الفقير. رفع حصارهما المزدوج وضمان حرية حركة البضائع وحركة المسافرين - بالطبع تحت رقابة دولية - سيكون الخطوة الأولى على طريق طويل يهدف إلى بناء اقتصاد فعّال في قطاع غزة.
نهاية الشهرالجاري، سيتفاوض ممثلون عن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مع الوسيط المصري حول المستقبل السياسي. هنا ينبغي على الجهات الفاعلة دوليا أن تتحرك وتجبر الطرفين معا. فمن الجانب الفلسطيني، على حكومة الوحدة الوطنية تحمل المسؤولية الكاملة عن عملية إعادة الإعمار. وعليها إرغام حماس سياسيا وإن اقتضى الأمر عسكريا، بالقبول بها كممثل شرعي وحيد. ثانيا ينبغي ممارسة الضغط على نظام السيسي، حتى لا يواصل شيطنة حركة حماس وعزلها، ما سيساهم بالدفع بقسم من أنصارها في حضن تنظيم "الدولة الإسلامية" الهمجي. وحتى الآن أثبتت حماس بالرغم من تشددها وإيديولوجيتها المشكوك فيها، على أنها حصن ضد الجهاديين الناشطين دوليا، حتى وإن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو يدعي بين الفينة والأخرى عكس ذلك.
الفرصة الأخيرة لحل الدولتين؟
أخيرا ينبغي إرغام إسرائيل كقوة احتلال على تحمل المسؤولية الأساسية حسب القانون الدولي في ضمان سلامة سكان القطاع. والأهم من ذلك: ينبغي على الفاعلين الغربيين بذل جميع الجهود لإعادة الربط (جغرافيا) بين القطاع والضفة الغربية والقدس الشرقية. من الممكن تحقيق ذلك في إطار اتفاق جديد بإشراف دولي يلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل بما في ذلك نزع السلاح في غزة، دون فصل المناطق الفلسطينية عن بعضها البعض. الأمر يتعلق ببساطة ربما بالفرصة الأخيرة لتحقيق حل الدولتين وكسر دائرة العنف.