وزير: تركيا مستعدة لنقل السيطرة بمناطق وجود قواتها لدمشق
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٢نقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قوله في كلمة خلال "اجتماع تقييم نهاية العام"، اليوم الخميس (29 ديسمبر/كانون الأول 2022): إن تركيا "تؤكد مرارا عزمها نقل السيطرة في مناطق تواجدها حاليا، إلى سوريا حال تحقق الاستقرار السياسي، وعودة الأمور إلى طبيعتها في البلاد". بحسب ما أوردته وسائل إعلام تركية.
وأشار جاويش أوغلو إلى "إمكانية العمل المشترك مستقبلا، في حال تشكلت أرضية مشتركة بين البلدين فيما يخص مكافحة الإرهاب". وشدد على أن تركيا تحترم "وحدة وسيادة الأراضي السورية". وفيما يخص مطالب دمشق بـ "خروج القوات التركية" من سوريا، قال الوزير إن الغرض من وجود قوات بلاده هناك "هو مكافحة الإرهاب، لا سيما وأن النظام لا يستطيع تأمين الاستقرار". وأشار الوزير التركي في هذا السياق إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية في الشمال السوري، والتي تشكل العمود الفقري في "قوات سوريا الديمقراطية" (تصنفهما أنقرة إرهابيين) بأنها "خطر" يهدد بلاده، وأضاف أن تهديدها لسوريا أكبر، لكونها تمتلك "أجندة انفصالية".
وشدد جاويش أوغلو على "مواصلة بلاده بحزم، مكافحة الإرهاب"، وأشار إلى أن الخلافات بين أنقرة ودمشق، حالت دون تأسيس تعاون بينهما في هذا المجال.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عن الوزير التركي أن "النظام السوري يرغب بعودة السوريين إلى بلادهم، وهذا ما نلمسه في تصريحاته. ومن المهم أن يتم ذلك بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم". واعتبر الوزير التركي أنه من المهم أيضاً إشراك النظام الدولي والأمم المتحدة أيضاً في موضوع عودة اللاجئين السوريين.
لقاء موسكوـ منعطف في العلاقات التركية السورية
تأتي تصريحات وزير الخارجية التركي غداة محادثات عقدت بين وزيري الدفاع السوري والتركي في موسكو، الأربعاء، تم خلالها مناقشة أمن الحدود وسبل التحرك المشترك مع تركيا ضد المسلحين الأكراد، في ما يمثل منعطفا في العلاقات بين الدولتين، ويسلط الأضواء على على تقارب بين دمشق وأنقرة بعد الخصومة.
وقال حسين بادجي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة: "الهدف الأول سيكون بناء الثقة. سيبحث الجانبان عن تحقيق مكاسب" ووصف الاجتماع بأنه "خطوة مهمة صوب التطبيع".
ومن شأن التقارب بين الجانبين الذي يتم بتشجيع من روسيا، أقوى حلفاء الأسد، أن يعيد تشكيل المشهد في الصراع السوري. لكن هناك عقبات من بينها مصير المعارضين المسلحين الذين تدعمهم تركيا ومصير ملايين المدنيين الذين فر الكثير منهم للحدود التركية هربا من حكم الأسد.
ووصف مسؤول تركي الاجتماع الذي عقد في موسكو بأنه "إيجابي". وقال المسؤول التركي لرويترز بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث علنا عن الأمر: "تمت مناقشة كيفية تحرك الجانب التركي بشكل مشترك ضد المنظمات الإرهابية، من أجل ضمان وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب". وأضاف "تم التأكيد على أن أولوية تركيا هي أمن الحدود".
وقال بدران جيا كرد، وهو مسؤول بارز في الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد في الشمال السوري، إنه يتوقع أن تسفر الاجتماعات عن مرحلة جديدة من الاتفاقات والخطط لكنه وصفها بأنها ستكون معادية لمصالح السوريين.
وأضاف لرويترز أنه يخشى أن يوجه ذلك ضربة للمكاسب التي حققها الأكراد في شمال وشرق سوريا. ونفذت تركيا ثلاث عمليات توغل في الشمال السوري كانت تستهدف بالأساس المسلحين الأكراد. وهددت أنقرة بتنفيذ توغل جديد بعد هجوم بقنبلة أسقط قتلى في إسطنبول الشهر الماضي.
ف.ي/أ.ح (د ب ا، رويترز)