وزيرة تونسية: لا يوجد بلد يتمتع بصفر مخاطر
١٧ أكتوبر ٢٠١٧تشير الإحصائيات الرسمية التونسية إلى ارتفاع أعداد السياح الألمان في تونس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2017 بنسبة وصلت إلى نحو 44 بالمائة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي 2016. وتعد هذه النسبة الأعلى مقارنة بارتفاع نسبة السياحة الأوروبية التي وصلت إلى نحو 18 بالمائة وبالسياحة الدولية التي ارتفعت بنسبة 28 بالمائة في نفس الفترة.
ومع التوقعات باستمرار الارتفاع خلال فترة الخريف التي تشهد أحد فترات الذروة يتوقع وصول عدد السياح الألمان إلى نحو 200 ألف سائح بحلول نهاية هذه السنة مقارنة بنحو 130 ألفاً فقط خلال العام الماضي 2016.
وما تزال أرقام العاميين الماضيين بعيدة جداً عن أرقام ما قبل 2015، إذ تراوحت بين 411 ألفاً في عام 2012 و 425 ألفاً في عام 2014. وجاء التراجع الدراماتيكي في عامي 2015 و 2016 بسبب أسوأ هجمات إرهابية ضربت قطاع السياحة الحيوي في فندق بمدينة سوسة الساحلية ومتحف باردو بالعاصمة تونس والتي راح ضحيتها العشرات من السياح الأجانب.
مخاطر أمنية
يعكس ارتفاع أعداد السياح إلى تونس بشكل عام والسياح الألمان إليها بشكل خاص النجاح الكبير الذي حصل منذ عام 2015 على صعيد توفير الأمن والأمان للمنتجعات السياحية والمرافق المتعلقة بها كالمطارات والأسواق والأماكن التاريخية.
وبفضل ذلك أصبحت تونس بلاد آمنة على حد تعبير سلمى اللومي الرقيق وزيرة السياحة التونسية في مقابلة مع DW عربية خلال زيارتها إلى العاصمة الألمانية في النصف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2017. وعن المخاوف الأمنية التي ما تزال تؤثر سلباً على عودة السائح الألماني والأوروبي بالشكل المطلوب أضافت الوزيرة: "أقول للسائح الألماني تفضل إلى تونس، لدينا مستوى من الأمن يعادل نظيره الأوروبي، غير أنه لا يوجد بلد يتمتع بمستوى صفر مخاطر، حتى في ألمانيا يوجد مخاطر أمنية".
في هذا الإطار أشارت الوزيرة إلى التعاون الذي تلقاه المؤسسات الأمنية من قبل تجار الأسواق الشعبية والحرفيين والفئات الأخرى التي يؤدي الإرهاب إلى قطع أرزاقها. وفيما يتعلق بالمخاطر الأمنية عبر الحدود الليبية قالت الوزيرة الرقيق: "الوضع الأمني في ليبيا يتحسن بشكل واضح وتونس تضع ثقلها لتحقيق مزيد من التحسن، وإذا نجح الليبيون في حل مشاكلهم الداخلية فإن المشاكل الأمنية ستنتهي عندنا أيضاً".
طبيعة العلاقة مع السائح الألماني
بالتزامن مع نجاح تونس في فتح أسواق جديدة من أوسع أبوابها كالسوقين الروسي والجزائري، فإن الجهات المعنية التونسية مهتمة جداً بجذب المزيد من السياح الألمان الذين وصل عددهم سنوياً إلى نحو نصف مليون قبل عام 2011.
وعن سبب هذه الاهتمام تقول الوزيرة سلمى اللومي الرقيق في مقابلتها مع DW عربية: "لدينا علاقات تقليدية مع السائح الألماني تعود إلى سبعينات القرن الماضي، الأمر الذي يتطلب منا الحرص على عودته". وكان السياح الألمان قبل عام 2011 أكبر مجموعة أوروبية بعد الفرنسيين. كما أنهم في مقدمة المجموعات التي تقبل على شراء المنتجات المحلية من زراعية وحرفية وتساهم بذلك في تنشيط الاقتصاد".
على صعيد متصل تقوم تونس بتنويع عروضها السياحة في الوقت الحالي باتجاه الخروج من هيمنة السياحة الشاطئية. "السياحة التونسية ليست سياحة شاطئية فقط، لدينا أيضاً عروض أخرى نريد جذب السائح الألماني والأجنبي إليها مثل المواقع التاريخية التي تتقاطع فيها حضارات مختلفة، كما نريد جبه إلى الوجبات الشهية والسياحة الصحراوية ورياضة الغولف".
وعن توقعاتها لمستقبل السياحة الألمانية في تونس للموسم القادم ترى الوزيرة أن اللقاءات التي تمت مع منظمي ومتعهدي الرحلات السياحية الألمان تظهر "استجابة قوية من خلال التحضير للإقلاع من جديد نحو تونس بحلول العام القادم 2018".
ومن المعروف أن قسماً كبيراً من السياح الألمان يقبلون بكثرة على الأماكن التاريخية والأسواق الشعبية والمنتجات الحرفية الأمر الذي يتناسب مع التوجه الجدي لتنويع العروض السياحية التونسية وتحفيز القطاعات الاقتصادية الأخرى.
على ماذا يعلق الأمل؟
وصل عدد السياح في تونس خلال العام الماضي 2016 إلى ستة ملايين مقابل أكثر من 11 مليوناً عام 2010. ويتوقع أن يصل العدد خلال العام الجاري إلى نحو 6.5 ملايين في حال استمرت نسب النمو الحالية. كانت تونس قد شهدت خلال السنوات الست الماضية تراجعاً كبيراً للسياحة الأوروبية في وقت تضاعف فيه عدد السياح الروس والجزائريين أكثر من مرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وعلى ضوء التوجه نحو تنويع المنتج السياحي تذهب التوقعات إلى قدوم المزيد من السياح الآسيويين والروس والأوروبيين الذين يقبلون على منتج سياحي أعلى تكلفة من السياحة الشاطئية الطاغية في الوقت الحاضر. وسيكون للألمان مساهمة هامة في الطلب على المنتجات الجديدة.
ابراهيم محمد