وسط الموت والدمار.. العثور على رفات جنود ألمان في أوكرانيا!
٧ مايو ٢٠٢٣كشفت لجنة مقابر الحرب الألمانية أن راعي كنيسة محلية في بلدة سوبيف الصغيرة في غرب أوكرانيا قام بإيصال معلومات سرية تفيد بأن طائرة طبية ألمانية تحطمت قرب القرية خلال الحرب العالمية الثانية.
ونقل بيان اللجنة عن القس قوله "عمل سكان القرية على انتشال الجثث المنتشرة في أنحاء أحد الحقول وقاموا بدفنها خلف الكنيسة".
وعقب استقلال أوكرانيا عام 1991، عمد سكان القرية على وضع صلبان خشبية عند المدافن.
وخلال الشهر المنصرم، قام خبراء من اللجنة بإخراج عظام 41 جنديا من الجيش الألماني من المقبرة رغم استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
العثور على رُفات جنود ألمان
وأعادت الحرب الروسية إلى الأذهان أهوال الغزو النازي لأوكرانيا إبان الحرب العالمية الثانية خاصة عقب عثور جنود أوكران على رفات جندين اثنين من جنود "الفيرماخت" (اسم الجيش الألماني إبان الحقبة النازية) في أبريل / نيسان العام الماضي.
وجرى العثور على الرُفات قرب بلدة فيشهورود الواقعة قرب سد رئيسي على نهر دنيبرو.
وفي مقابلة مع DW، قال فلاديمير يوسيلياني، المسؤول في اللجنة عن أعمال البحث في أوكرانيا، إنه جرى "حفر خندق وتم العثور على العظام في بداية الأمر ثم تلا ذلك تحديد هوياتهم ما سمح بمعرفة أنهم جنود ألمان قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية".
وفي ذلك الوقت، كان رتل عسكري روسيا يبلغ طوله 40 كيلومترا يتحرك قرب قرية فيشورد في طريقه إلى العاصمة كييف فيما قال يوسيلياني إن جنودا أوكران ونساء قاموا بالبحث "ووجدوا أن هناك لجنة في أوكرانيا وقاموا بالاتصال بأعضائها وقمنا بإعداد اللقاء".
بيد أن عملية البحث مثلت حالة منفردة العام الماضي حيث قامت اللجنة في حينه بوقف عملها في المناطق المحاصرة في أوكرانيا حيث تمركزت في مناطق آمنة نسبيا في غرب ووسط البلاد.
العثور على رفات 816 جندي ألماني
ورغم ذلك، تمكنت اللجنة من استعادة رفات 816 جنديا ألمانيا قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية مما شاركوا في غزو أوكرانيا التي كانت آنذاك جزءا من الاتحاد السوفيتي فيما أقر يوسيلياني بأن "الأمر كان بالغ الصعوبة".
ومازالت أجواء الغزو الروسي لأوكرانيا عالقة في أذهان يوسيلياني، قائلا: "كنت في خاركيف قبل شهرين فقط ولم يبق منها شيء، إنها مجرد أنقاض، لقد كان ذلك عبئا ثقيلا".
وأضاف إيوسيلياني، الذي ينحدر من جمهورية جورجيا السوفيتية السابقة، أن الأمر امتزج بين أهوال الحرب العالمية الثانية وفظائع الحرب الروسية التي تسفر عن أعمال قتل ونزوج بشكل يومي في أوكرانيا.
يعود تأسيس لجنة مقابر الحرب الألمانية إلى حقبة جمهورية فايمار التي تعد أول تجربة ديمقراطية في ألمانيا، في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وكانت مهامها في البداية تتمثل في استعادة ودفن الجنود الذين قتلوا في معركة فردان أطول المعارك في الحرب العالمية الأولى وأيضا معركة إيبرس التي تعد واحدة من أشد معارك الحرب.
وعقب الحرب العالمية الثانية، واصلت اللجنة عملها في بداية الأمر في ألمانيا الغربية ثم في دول أوروبا الغربية المجاورة. وفيما بعد تمكنت اللجنة بعد سقوط الستار الحديدي، من توسيع عملها ليشمل دول شرق أوروبا والسوفيتية السابقة خاصة بولندا وبيلاروسيا وأوكرانيا.
وامتد عمل اللجنة إلى روسيا ما يعني كافة البلدان التي تعرضت للاجتياح الوحشي من قبل الجيش الألماني إبان حقبة نظام أدولف هتلر النازي.
تحديد هويات
وفي مقابلة مع DW، قال المتحدث باسم اللجنة ديان تمبل بورنيت إن إجراءات التعرف على الرفات وهل تعود إلى جنود ألمان تشمل إجراءات محددة، لكنها تتم بطريقة سريعة إذ أن مازالت أحذية جنود الفيرماخت محفوظة في كثير من الأحيان رغم مرور 78 عاما على نهاية الحرب.
بيد أن الأصعب يتمثل في تحديد هوية الجنود فيما شدد بورنيت على أن "الجنود الألمان في تلك الحقبة كانوا يرتدون قلادة هوية في أغلب الأحيان، لكن هذا لا يعني أن كل قلادة عسكرية تعود إلى الشخص الذي كان يرتديها إبان تلك الفترة".
وأشار بورنيت إلى أن هناك سبع خطوات لتحديد هوية الرفات مثل إعادة بناء العمر عن طريق حالة الأسنان أو الجمجمة، مضيفا "يمكن تحديد ارتفاع الشخص عن تحديد طول عظم الفخذ ويتم مقارنة ذلك مع المعلومات الواردة في الأرشيف الفيدرالي الألماني.".
وعقب تحديد هوية الرفات والتأكد أنها تعود لجنود ألمان، يتم إبلاغ أعضاء العائلة الذين مازالوا على قيد الحياة ثم يُجرى إعادة دفن الرفات في مقابر تعود إلى اللجنة في أنحاء أوروبا بحضور بعض الأقارب الألمان.
فرانك هوفمان/ م.ع/ بالتعاون مع ميكولا بيردنيك