ولاية براندنبورغ - منتزه ألمانيا الطبيعي
٣١ يوليو ٢٠٠٨تشتهر ولاية براندنبورغ بمعالمها التاريخية من طراز عصر الروكوكو كقصر سان سوسيه الفاخر في مدينة بوتسدام، عاصمة الولاية، وكذلك بعدد من الشواهد التاريخية التي تحمل بصمات المملكة البروسية. كما عرفت الولاية الشرقية بغاباتها الممتدة وبمساحاتها الخضراء الكبيرة وكذلك بعدد كبير من البحيرات، الأمر الذي دفع إلى تسميتها بمنتزه ألمانيا الطبيعي. وتغطي المحميات الطبيعية، التي تستقطب الآلاف من حماة وهواة الطبيعة ثلث مساحتها.
طبيعة عذراء
تُعد محمية فلامينغ العُليا من ضمن خمسة عشر محمية طبيعية في ولاية براندنبورغ. ويحيط بالمحمية سور من النباتات الطبيعية يبلغ طوله سبعة كيلومترات وذلك لحماية الحيوانات التي تعيش بداخلها. ويقوم حراس المحمية يوميا بالقيام بجولة حول المحمية وجمع الحيوانات، خاصة منها البرمائية والتي تمكنت من تجاوز السور وإعادتها إلى البرك المنتشرة في المحمية.
وتقول كاترين ميلش التي تعمل حارسة للمحمية أن انتشار المساحات الخضراء في براندنبورغ يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض الكثافة السكانية في الولاية وبالتالي فهناك مساحات طبيعية عذراء. ولذلك فإن الناس يقبلون عليها لأنه لم يمسس بها أحد. وتعمل كاترين ميلش منذ خمسة عشر عاما في حراسة المحميات الطبيعية، حيث تقوم مثلا بجمع الضفادع من على الطرقات وإرجاعها إلى أماكنها الطبيعية. كما تقوم بتوعية المزارعين حول الأضرار التي تلحقها الأسمدة الكيمائية بالتربة وبالحيوانات في المنطقة.
من البطالة إلى حماية الطبيعة
وكانت كاترين تعمل قبل عشرين عاما على تطوير تقنيات زراعية لدعم تكاثر البذور، التي كانت تخصص للزارعة في المزارع الاشتراكية الكبيرة التابعة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقا. غير أنها سرعان ما فقدت عملها بعد سقوط جدار برلين وتوحد ألمانيا. وبقيت كاترين ميلش عاطلة عن العمل لفترة طويلة إلى أن حصلت عام 1993 على وظيفة جديدة في المحمية الطبيعية. وتقول السيدة، البالغة من العمر واحدا وأربعين عاما، إن سعادتها كانت فائقة عندما حصلت على وظيفة تمكنها من العمل في الهواء الطلق وفي أحضان الطبيعة. خاصة وأن المحمية التي تعمل فيها تعج بأنواع نادرة من الحيوانات البرية كالحُبارى الذي يُعد من الطيور المهددة بالانقراض في ألمانيا وكذلك بالبرمائيات كالضفادع الكبيرة والسمندر وغيرها من الحيوانات.