ويكيليكس يصارع من أجل البقاء في ظل الضغوط المتزايدة عليه
٦ ديسمبر ٢٠١٠تعرض موقع ويكيليكس الشهير لضغوط جديدة بعد أن أغلقت السلطات السويسرية حساب مصرفي رئيسي فتحه مؤسس الموقع جوليان أسانج في سويسرا بهدف تلقي تبرعات عبره. وبررت السلطات المصرفية السويسرية إجرائها بالقول إن أسانج أعطى معلومات خاطئة عن إقامته في سويسرا. ونقلت صحيفة " إن زد زد آم سونتاج" عن مارك أندري ، المتحدث باسم مصرف "بوست فينانس" ، قوله إن الإبقاء على حساب مصرف أسانج مفتوحا في جنيف يتطلب منه إثبات حصوله على تصريح إقامة سويسري، أو إثبات أن لديه ممتلكات في البلاد أو يقوم بمعاملات تجارية في سويسرا. ويُعتقد أن أسانج، وهو مواطن أسترالي، موجود في أوروبا ويجري أغلب اتصالاته عبر وسائط الإنترنت من مخبأه في بريطانيا. وكان موقع ويكيليكس نشر أكثر من 251 ألف وثيقة دبلوماسية مسربة من السفارات الأمريكية بشكل أثار ضجة في أنحاء العالم، وحالة من الذعر لدى السياسيين غير الأمريكيين الذين ذكرت أسماؤهم في هذه الوثائق..
حصار إليكتروني
وكان موقع ويكيليكس فقد التحكم في اسم النطاق الخاص به، وهو "ويكيليكس دوت أورج"، واضطر إلى تغيير اسم نطاق الانترنت ونقله إلى سويسرا بعد أن أغلقته شركة أميركية كانت تستضيفه، في حين حاولت فرنسا منع استضافتة ويكيليكس عبر الخوادم الفرنسية. ورد القائمون على الموقع باستخدام 70 نطاقا إليكترونيا آخر على شبكة الإنترنت في عدة دول "كمواقع بديلة" لمواصلة نشر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية المسربة. وكان ويكيليكس قد دعا مستخدمي شبكة الانترنيت إلى إنشاء مواقع مطابقة لموقعه بهدف تيسير الوصول إلى محتواه للجميع. وأوضح موقع ويكيليكس انه يتعرض إلى "هجمات معلوماتية شديدة في الوقت الراهن". وقال محامي مؤسس الموقع البريطاني مارك ستيفنز نهاية الأسبوع الماضي إن هناك دولة على الأرجح تقف وراء الهجمات الالكترونية التي تعرض لها ويكيليكس في الأيام الأخيرة. واعتبر أن المحاولات لوضع الموقع خارج الخدمة جزء من خطة اشمل ترمي إلى إسكات مؤسسه أسانج. وأضاف المحامي "احدهم، على الأرجح دولة، قام بالسيطرة على مئات آلاف من أجهزة الكمبيوتر المصابة بمشاكل في العالم وربطها كلها في وقت واحد بموقع ويكيليكس".
دوافع سياسية؟
وتحول جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس إلى العدو رقم واحد للعديد من الدول بعد قيامه بنشر برقيات دبلوماسية أمريكية سرية على موقعه. وكانت الشرطة الدولية/ الانتربول أصدرت الأسبوع الماضي مذكرة بحث بحق أسانج الذي أصدرت السويد مذكرة توقيف بحقه بتهمة "اغتصاب واعتداء جنسي". وقال مارك ستيفنز إن ملاحقة موكله من قبل الشرطة السويدية في قضية اغتصاب "لها على ما يبدو دوافع سياسية". وردا على سؤال حول ما إذا كان يخشى من تسليم موكله إلى الولايات المتحدة عندما يصبح بين أيدي الشرطة السويدية أجاب ستيفنز "بالتأكيد"، مشيرا بقلق الى "التصريحات العدائية الصادرة من الولايات المتحدة" بحق موكله. من جهتها أكدت النائبة العامة السويدية ماريان ني أن التحقيق يجري "بعيدا عن أية ضغوط سياسية"، وان أي تسليم محتمل للملاحق أسانج إلى الولايات المتحدة لن يحصل إلا في ختام إجراءات قضائية سويدية.
(ي ب / ا ف ب . د ب ا . رويترز)
مراجعة: ابراهيم محمد