يورغن كلوب وفايدنفيلر..طلاق مؤقت؟
١٢ ديسمبر ٢٠١٤"سيكون ميتشيل لانغيراك هو الحارس الأساسي في مباريات الذهاب المتبقية من موسم الشتاء بالدوري الألماني لكرة القدم"، هكذا حسم المدير الفني للفريق يورغن كلوب النقاش الدائر في أوساط البوندسليغا حول ما يقع في بيت دورتموند وما مصير رومان فيدنفيلر، حارس الفريق الأساسي، الذي وضعه كلوب فجأة على مقاعد البدلاء في مباراة الدوري أمام هوفنهايم، ثم أندرلخت البلجيكي في دوري أبطال أوروبا.
وبحزم رد كلوب: "إذا لم يطرأ أي جديد، فسيلعب ميتشل لانغيراك المباريات الثلاث المتبقية". واستدرك مدرب وصيف الدوري الألماني لكرة القدم في المؤتمر الصحفي الذي عقده في معقل الفريق يوم الخميس الماضي (11 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أنه ليس قرارا "نهائيا"، فهو ينوي "مراجعة" موقفه من جديد بداية العام القادم. وتابع "أجريت محادثات مثمرة مع رومان الأربعاء. إنه سيعمل بكد وقد بدأ ذلك بالفعل في التدريبات".
عمل فايدنفيلر، الحارس الثاني للمنتخب الألماني لكرة القدم، لستة أعوام مع كلوب. وإلى الأسابيع القليلة الماضية لم يكن أحد يتوقع أن حارس كلوب المفضل سيصبح موضع تشكيك. وليس هذا فقط، وإنما أثار الجفاء الذي تعامل به كلوب مع فايدنفيلر اهتمام الصحفيين، لكونه لم يخبر الأخير بقرار إبعاده إلاّفي اجتماع لأعضاء الفريق قبيل مباراة هوفنهايم، هكذا من دون سابق إنذار مستغنيا عن أي اجتماع ثنائي.
من يعرف كلوب، يدرك أن مثل هذا السلوك غير اعتيادي بالنسبة لمدرب راهن دائما على علاقة "أخوية" بينه وبين اللاعبين. الأمر الذي فتح الباب أمام عدة تساؤلات حول ما إذا كانت هناك أشياء أخرى خارجة عن نطاق العشب الأخضر، ففي نهاية المطاف لا تمنح لغة الأرقام الأفضلية إلا لفايدنفيلر.
مجبر لا بطل!
يميل ميزان الخبرة لصالح الألماني فايدنفيلر /34 عاما/، الذي أنهى 162 مباراة بقميص دورتموند، مقابل 23 فقط للأسترالي الشاب /26 عاما/ ميتشيل لانغيراك. جاء قرار استبعاد الأول بعد أن دخل دورتموند عنق الزجاجة وتذيل الترتيب العام في موسم يعد إلى غاية اللحظة من أسوء مواسم كلوب مع الفريق على مستوى الدوري. كلوب أراد – من خلال إزاحة لاعب فاز ببطولة العالم – إرسال إشارات مفادها أن كل شيء وارد، ولا أحد بدورتموند يمكنه أن يقف عائقا أمام "الاستفاقة" المنشودة، حتى نائب قائد الفريق، رومان فايدنفيلر، الذي قام بأخطاء عديدة كلفت الفريق نقاطا هامة في مباريات مصيرية (هزيمة أمام كولونيا (0-1) وفراكفورت (2-0) وتعادل أمام بادربورن (2-2). وبالفعل خرج دورتموند من محنته مؤقتا بعد فوزه على هوفنهايم (1-0) ليتجاوز منطقة الخطر ويقفز إلى المركز الرابع عشر برصيد 14 نقطة.
"حارسين قويين"
تذبذب مستوى خط الدفاع والهجوم، رغم التغيرات الأخيرة التي قام بها المدرب، جعل الأخير يبحث عبر لانغيراك عن دماء"فتية" لتعزيز دفاعه. وهو يعرف تماما أن لانغيراك سيسعى إلى إثبات وجوده داخل ألمانيا، البوابة التي سينتزع منها مكانا لبلوغ القائمة النهائية للمنتخب الأسترالي التي ستشارك في منافسات كأس الأمم الآسيوية التي ستنطلق في من التاسع وتستمر إلى غاية 31 من يناير/كانون الأول، مع العلم أنه في القائمة المؤقتة.
وفي حال جرت الأمور على حساب هوى حارس المرمى الأسترالي، فلا خيار أمام كلوب سوى إعادة فايدنفيلر عند انطلاق موسم الإياب للبوندسليغا أمام ليفركوزن. وعندها سيكون المخضرم قد تعلم الدرس بأن دورتموند بحاجة إلى مائة بالمائة، وأن أي خطأ جديد يعني أنه سيترك المكان لمنافسه، في وقت يستعد فيه أيضا المنتخب الألماني لكرة القدم لخوض منافسات يورو 2016، وهو العام ذاته الذي سينتهي فيه عقد فايدنفيلر مع دورتموند.
ولعل ذلك هو ما دفع كلوب إلى ترك جميع الاحتمالات واردة عند بداية موسم الإياب، موكدا أن غرضه الأساسي هو الحصول على "حارسين قويين".