يورو 2016 بفرنسا ـ الأخوان شاكا في مواجهة مباشرة
٧ يونيو ٢٠١٦كان غرانيت شاكا يوّد ألاّ يواجه هذا الموقف أبدا في حياته! لكن بطولة الأمم الأوروبية في فرنسا (يورو 2016)، ستضعه في مواجهة مباشرة مع شقيقه تولانت. إذ إن الأول يلعب لصالح المنتخب السويسري لكرة القدم فيما يدافع الثاني عن ألوان قميص منتخب ألبانيا. "كان هذا أسوء ما كنّا نتمناه، أن نواجه بعضنا البعض!"، يقول قائد فريق مونشنغلادباخ الألماني السابق غرانيت شاكا.
وقد يكون من حسن حظ اللاعبين أن هذه المواجهة ستقام في دور المجموعات مباشرة، وليس في دور خروج المغلوب.
وسبق لتولانت وغرانيت شاكا أن واجه كل منهما الآخر في مباريات سابقة، لكنها كانت ضمن منافسات الدوري السويسري، حين كان غرانيت ضمن صفوف فريق بازل وشقيقه تولانت في صفوف نادي زوريخ على سبيل الإعارة.
أما الآن فإن لهذه المواجهة نكهة خاصة: "أن تنافس شقيقك ضمن منافسات بطولة الأمم الأوروبية، فذلك أمر فريد"، يقول غرانيت.
أن تلعب ضد بلد تدين له بالكثير.."
رجب شاكا، والد اللاعبين، يترقب هو الآخر تلك المباراة بحماسة شديدة. ذلك الرجل الذي فرّ مع عائلته من كوسوفو غداة اندلاع الحرب عام 1990 إلى سويسرا، ليرزق في مدينة بازل بولديه غرانيت وتولانت اللذين لم يزورا كوسوفو إلا حين بلغا 12 عاما، يقول غرانيت. ومنذ أن انتهت الحرب، تتوجه عائلة شاكا إلى كوسوفو كل سنة لقضاء العطلة الصيفية والشتوية حيث باقي أفراد العائلة الكبيرة.
وكحال باقي الرياضيين من ذوي الأصول المهاجرة، يحمل اللاعبان جنسية مزدوجة وكان على كل منهما اتخاذ القرار لصالح أي بلد يريد اللعب.وهكذا اختار غرانيت المنتخب السويسري، فهو "ليس الألباني الوحيد ضمن هذا المنتخب وإنما هناك ستة لاعبين ألبان آخرين يحملون قميص سويسرا"، يقول غرانيت، ويضيف "وهذا ما منحني شعورا خاصا". وسبق لغرانيت صاحب رقم 10، أن واجه منتخب ألبانيا ضمن تصفيات مونديال 2014. حينها فازت سويسرا في اللقاء، في وقت لم يكن فيه تولانت قد التحق بعد بصفوف المنتخب الألباني.
"لم يتعرف أخي على ذلك الشعور بأن تلعب ضد منتخب بلد تدين له بالكثير، في الحقيقة إنه شعور سيء للغاية"، يشرح غرانيت مضيفا أن الكثيرين لم يتفهموا قراره بالانضمام إلى منتخب سويسرا. لقد كان "مؤلما جدا، أن أواجه صافرات الاستهجان من قبل أهل بلدي ووصل الأمر إلى حد الإهانة في بعض الأحيان"، يستطرد غرانيت. بيد أن الأسباب الحقيقية التي فرقت درب الشقيقين كانت ذات طبيعة براغماتية بحتة. فالمنتخب الألباني لم يكن، وبشهادة غرانيت مهتما أصلا بضم اللاعب عكس نظيره السويسري. والعكس تماما ينطبق على تولانت.
قريبا منتخب كوسوفو؟
وفي الحقيقة فإن مواجهة الأشقاء ليست سابقة في عالم كرة القدم، وإنما هي ظاهرة تتكرر بين الفينة والأخرى كما حدث مع الأخوين برينس وجيروم بواتينغ في مباراة غانا وألمانيا ضمن منافسات دور المجموعات لمونديال جنوب إفريقيا 2010. بيد أنها لم تسجل بعد ضمن بطولة كأس الأمم الأوروبية، ما يعني أن مواجهة الأخوين شاكا ستدخل كأول مواجهة "أخوية" في تاريخ المسابقة القارية الأوروبية.
ويأتي هذا في وقت لا يستبعد فيه المراقبون إطلاقا أن ينضم الأخوان أصلا إلى منتخب كوسوفو وذلك بعد أن تمّ الاعتراف بعضوية كوسوفو إلى جانب جبل طارق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال اجتماع جمعيته العمومية الأخيرة في المكسيك.
بيد أن مشاركة هذين البلدين في التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس العالم بروسيا 2018 والتي ستنطلق في سبتمبر/ أيلول القادم ما زالت معلقة، لأن جميع المجموعات قد تم تشكيلها بالفعل، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى تشكيل مجموعة عمل من أجل حل المسألة.