يوم المسجد المفتوح في ألمانيا... تراجع عدد الزوار والسبب ليس كورونا فقط!
قبل 25 عاما أطلق مسلمو ألمانيا فعاليات "يوم المسجد المفتوح" واختاروا له يوم الوحدة الألمانية (الثالث من تشرين أول/ أكتوبر) من كل عام، حيث تفتح المساجد أبوابها أمام الزوار للتعريف بالإسلام، لكن عددهم تراجع قليلا هذا العام
منذ عام 1997، تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت مصادفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا".
انطلق يوم المسجد المفتوح هذا العام تحت شعار "المساجد أمس واليوم".وبحسب بيانات مجلس شؤون المسلمين بألمانيا، تشارك نحو ألف جمعية تشرف على مساجد على مستوى ألمانيا في فعاليات هذا اليوم. وبدأت الفعالية الأكبر التي تضم كثيرا من الضيوف من أوساط سياسية ومجتمعية في المسجد المركزي بمدينة كولونيا غربي ألمانيا التابع لاتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي.
ألقت جائحة كورونا بظلالها على فعاليات "يوم المسجد المفتوح" في ألمانيا العام الماضي.عندما أصدرت الحكومة في مارس/ آذار 2020 ما يعرف بقيود كورونا، أغلقت حتى دور العبادة بما فيها المساجد أبوابها. لكن بعد تخفيف القيود في مايو/ أيار، سمح بالعودة للمساجد بشروط من بينها ارتداء الكمامة والتابعد لمسافة 1٫5 متر بين كل شخص في المسجد.في في هذه الصورة يظهر جليا قلة أعداد الزوار وتباعدهم عن بعضهم البعض.
في مسجد الشهداء Sehitlik في حي نويكولون في برلين، تحدث رئيس جمعية المسجد ،عقوب آيار، عن حوالي 1500 إلى 2000 زائر هناك. في ظل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، تم ننظيم جولات في المساجد فضلا عن معرض للصور والموسيقى. على الرغم من استمرار تداعيات جائحة كورونا على هذه الفعالية، أبدى رئيس الجمعية رضاه عن عدد الزوار هذا العام. قبل الوباء، كان هناك حوالي 4000 إلى 5000 زائر.
غير أن رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، أيمن مازيك، قال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عدد الجاليات المشاركة-وكذلك عدد الزوار - تراجع بعض الشيء خلال الأعوام الماضية. وأشار إلى أن ذلك لا يرتبط فقط بظروف تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، ولكنه يرجع إلى وجود مخاوف أمنية لدى بعض الجاليات.
الجاليات الإسلامية تريد في هذا اليوم أن تقرب الزوار من الإسلام أكثر، واختارت المساجد كأفضل مكان للالتقاء، فالمساجد ليست مكاناً للصلاة فقط، بل ويتم عقد اللقاءات والندوات بها أيضاً.
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
من بين المساجد المشاركة في هذه الفعالية، المسجد المركزي في مدينة دويسبورغ. هو من أكبر المساجد في ألمانيا، وتم افتتاحه عام 2008. يشارك المسجد في نشاطات تدعم الاندماج في المدينة. في يوم المسجد المفتوح، يتيح المسجد لزواره، بالإضافة للجولة، فرصة مشاهدة صلاتي الظهر والعصر، بالإضافة إلى تقديم الشاي لهم.
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الطقوس والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
المسجد الأزرق في هامبورغ، الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول، لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر! وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. في عام 2016 وفي يوم المسجد المفتوح، رسم الفنان حسن روح العالمين "مذبحة كربلاء"، ذات الأهمية الكبيرة في المذهب الشيعي.
أبواب المساجد لا تفتح في يوم المسجد المفتوح فقط، وإنما هناك فرصة لتبادل الزيارات في يوم الكاثوليك أيضاً، كما في مسجد يافوز السلطان سليم بمانهايم، حيث قامت الراهبات وطالبات الدين من كنيسة مريم العذراء المقابلة للمسجد بجولة تعرفن فيها على الإسلام بشكل أقرب.
ويتيح يوم المسجد المفتوح للزوار مشاهدة المصلين عند تأدية الصلاة ولو لمرة واحدة. ورغم أنه لا يمكن للزوار دخول مكان الصلاة إلا أنهم يمكن أن يتابعوا الصلاة من أماكن تطل عليها، كما يظهر في الصورة.
مسجد فضل عمر في هامبورغ والذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي، بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال، ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
وفي مدينة دريسدن أيضاً تدعو المساجد الناس للتعرف على الإسلام وإلى التبادل الثقافي. وقد أطلق مسجد المصطفى في المدينة برنامجاً يتم فيه تقديم القهوة للزوار إضافة إلى محاضرات توضيحية عن الإسلام.
وبعد الجولة في يوم المسجد المفتوح، يمكن للزوار أن يستمتعوا بوجبات من جميع أنحاء العالم. وقد قدم مسجد شهيتليك (جامع الشهادة) في حي نويكولن ببرلين تشكيلة واسعة من الأطباق لزواره خلال السنوات الماضية.
إلى جانب الفعاليات والنشاطات المختلفة التي يشهدها هذا اليوم، قد يحصل الزوار أحياناً على بعض الهدايا الرمزية والتذكارية في يوم المسجد المفتوح، على مثل هذه المَسبَحة. يشار إلى أنه يعيش في ألمانيا نحو 5.5 مليون مسلم. ويعيش أغلبهم بشكل كبير في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، التي تقع بها مدينة كولونيا.