أقباط مصر يحتفلون بعيد الميلاد وسط قلق بعد فوز الإسلاميين
٧ يناير ٢٠١٢احتفلت الكنائس الشرقية، حول العالم مساء أمس الجمعة بعيد الميلاد وفقا للتقويم الشرقي. وفي مصر احتفل الأقباط بهذه المناسبة أيضا، حيث ترأس البابا شنودة الثالث قداس عيد الميلاد، بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك بحضور عدد من أعضاء المجلس العسكري، وممثلين عن الأحزاب ووزراء ومرشحي الرئاسة، كما شاركت قيادات حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لأول مرة في قداس عيد الميلاد. وكانت السلطات المصرية اتخذت الجمعة تدابير أمنية مشددة لتأمين حماية الكنائس، وسارت الأمور على ما يرام، على عكس الأعوام السابقة، ففي الأول من كانون الثاني/ يناير 2011، قتل أكثر من 20 شخصا لدى خروجهم من قداس بمناسبة العام الجديد في الإسكندرية، ثاني كبرى مدن البلاد، في اعتداء لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه. وفي كانون الثاني/ يناير 2010، قتل ستة أقباط بالرصاص لدى خروجهم من قداس بمناسبة عيد الميلاد في صعيد مصر.
التزام أمريكي بالعمل في سبيل حماية الأقليات
وفي باريس، حضر وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان، مساء الجمعة، قداس عيد الميلاد في الكنيسة القبطية في شاتيني مالابري في باريس، الذي سادته أجواء التأثر من أعمال العنف ضد الأقلية القبطية المصرية. وقالت الوزارة إن غيان الذي "جاء تلبية لدعوة وجهت إليه بصفته وزيرا مكلفا بالديانات"، انضم إلى المصلين ثم غادر المكان بدون الإدلاء بأي تعليق بعد توقيع سجل الزوار. وحضر القداس رجال دين من طوائف أخر ى. وفي رسالة تلاها كاهن الكنيسة جرجس لوقا، دعا بابا الأقباط شنودة الثالث الأرثوذكسيين في العالم إلى "عمل الخير مع الجميع". كما عبر عن تمنياته في أن "ينعم الله على العالم أجمع بالسلام وخصوصا في مصر". ويقول لوقا إن عدد الأقباط في فرنسا يقدر بحوالي 250 ألف شخص وعدد أتباع كنيسته يبلغ خمسة آلاف. لكن حسب وزارة الداخلية المكلفة الديانات، يقدر عددهم بنحو 45 ألفا
من جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان بمناسبة عيد الميلاد القبطي "أود أن أؤكد مجددا التزام الولايات المتحدة العمل في سبيل حماية الأقليات المسيحية والأقليات من باقي الديانات في العالم أجمع. كما بينت الأحداث في مصر وسواها، وكما يذكرنا التاريخ دوما، فان الحرية الدينية وحماية الناس، لأي معتقد انتموا، (...) هو شرط لا بد منه لبناء مجتمع سلمي ومزدهر وشامل".
قلق بعد فوز الإسلاميين
ويأتي احتفال أقباط مصر بالعيد هذا العام عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني، وبعد أحداث عنف ذات صبغة طائفية شهدتها مصر، حيث تم إحراق كنائس قبطية كما اندلعت مواجهات عدة بين مسلمين وأقباط سقط خلالها ضحايا من الجانبين.
وتسود مخاوف من أن يؤدي فوز الإسلاميين في الانتخابات الأخيرة إلى زيادة تهميش الأقباط والتضييق عليهم. في هذا السياق أعربت مؤسسة فريدريتش إيبرت الألمانية عن "القلق" من التطورات في مصر، بعد حصول الإخوان المسلمين والسلفيين على أغلبية المقاعد البرلمانية التي شارفت على الانتهاء. وقال مدير مكتب المؤسسة في القاهرة فيلكس أيكنبيرغ اليوم السبت في حديث مع إذاعة ألمانيا الثقافية (دويتشلاند راديو كولتور) إنه لا يمكن التكهن بشكل التطورات المستقبلية في مصر، بعد فوز الإسلاميين في الانتخابات. وأضاف إن القلق لا يتعلق فقط بالمسيحيين الأقباط، "وإنما أيضا بالكثيرين من المهتمين بأن تصبح مصر دولة ديمقراطية تتمتع فيه الأقليات أيضا بحقوقها وبالحماية المطلوبة".
وأوضح أيكنبيرج أن النواب الإسلاميين يمكن أن يشكلوا في البرلمان المقبل أكثر من نسبة الثلثين، مبينا أنه مع ذلك فليس من الواضح حتى الآن مدى تأثير البرلمان المقبل في الحياة السياسية في مصر على الإطلاق.
(ف ي، د ب ا، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي