إيران تُصعّد والغرب يهددها بفرض عقوبات
عاد الملف النووي الإيراني الى الأضواء مرة أخرى بعد ان قامت إيران اليوم الثلاثاء بفض أختام الأمم المتحدة في منشأة ناتنز لتخصيب اليورانيوم. وقالت طهران على لسان نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي ان بعض الأختام أزيلت من بعض منشآت أبحاث الوقود النووي، وان العمل سيستأنف فيها اليوم تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة. وأشار المسؤل الإيراني الى ان بلاده توصلت لاتفاق مع الوكالة بشأن العمل الذي يمكن لإيران ان تقوم به دون ذكر التفاصيل. وأكد سعيدي على ان إيران ستستأنف نشاط البحث وليس إنتاج الوقود النووي "لان هناك فرقا بين البحث في مجال تقنية الوقود النووي وبين إنتاجه" حسب تعبير المسؤل الإيراني"، كما أوضح أن التعليق الذي يخضع له إنتاج الوقود النووي مازال ساري المفعول.
ردود الأفعال الأوروبية
كانت الوكالة الدولية والدول الغربية قد طلبت من إيران عدم القيام بأي خطوة مرتبطة بعمليات تخصيب اليورانيوم مما قد ينعكس سلبا على استئناف المفاوضات قريبا مع الاتحاد الأوروبي الممثل بألمانيا وبريطانيا وفرنسا وقد يؤدي الى إحالة الملف النووي الإيراني الى مجلس الأمن الدولي. وفي أول رد فعل له على الخطوة الإيرانية الأخيرة، سارع الاتحاد الأوروبي الى الإعلان عن ان إيران انتهكت اتفاقا مع دوله لوقف الأنشطة النووية الحساسة باستئنافها لأبحاث الوقود النووي. وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد خافيير سولانا إن الخطوة الإيرانية تعد انتهاكاً لاتفاق باريس. وأضافت : "نحن قلقون للغاية ويجري التشاور" بين أعضاء الاتحاد لتنسيق الرد.
الرئيس الفرنسي جاك سيراك حث من جانبه إيران على الحفاظ على التزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي مشيرا الى انها "سترتكب خطأ فادحا" إذا لم تتعاون مع المجتمع الدولي. وحذر شيراك ايران وكذلك كوريا الشمالية من ارتكابهما "خطأ فادحا" لو انهما "لم تقبلا اليد التي نمدها إليها"، حسب تعبيره. إما لندن فقد أدانت خطوة إيران واعتبرتها تهديد للمفاوضات مع دول الترويكا الأوروبية، ألمانيا، وبريطانيا وفرنسا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ان "هذا تطور سلبي للغاية ويهدد بشدة عملية التفاوض"، مشيرا الى ان الدول الثلاث ومكتب مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي على اتصال وثيق متوقعا ان يبحث وزراء خارجية هذه الدول الخطوة التالية.
واشنطن تهدد وموسكو قلقة
وجددت الولايات المتحدة الأمريكية التهديد بإحالة ملف إيران النووي الى مجلس الأمن الذي قد يفرض عقوبات على إيران. واعتبر السفير الأمريكي لدى الوكالة الدولية للطاقة بان إيران أظهرت "استهتارها بالمخاوف والدبلوماسية الدولية" عبر رفعها الأختام عن مراكز للبحث النووي. وكان الناطق باسم البيت الأبيض، سكوت ماكيلان، قد قال أمس الاثنين بان "ثمة غالبية واضحة في صفوف المجتمع الدولي لإحالة القضية الى مجلس الأمن في حال لم تحترم إيران التزاماتها". اما روسيا التي تشدد على أسلوب الحوار مع طهران كسبيل لحل الخلاف، فقد عبرت على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، عن "قلقها" من المشروع الإيراني لتخصيب اليورانيوم وبأنها ستبذل بالتعاون مع أوروبا جهودا ترمي الى تمديد طهران لفترة تعليق هذا النشاط النووي الحساس، حسب تعبير الوزير الروسي. وكانت موسكو قد اقترحت ـ كحل وسط ـ ان تخصب إيران اليورانيوم على الأراضي الروسية غير ان إيران تتمسك بما تسميه حقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية.
تهديد ألماني بوقف المفاوضات مع طهران
من جانبها قالت الحكومة الألمانية ان إقدام طهران على ازالة الأختام "لن يمر دون عواقب"، حسب تصريح وزير الخارجية الألمانية، فرانك ـ فالتر شتاينماير. وذكر الوزير أنه سيتشاور مع أقرانه وزراء خارجية دول الترويكا لاتخاذ موقف موحد. وهدد الوزير الألماني بوقف المفاوضات مع إيران. الخطوة الإيرانية كان لها أيضا انعكاسات على الصعيد السياسي الداخلي في ألمانيا. وتطالب إطراف سياسة في برلين بعدم استئناف المفاوضات الأوروبية مع طهران في الوقت الحالي حتى تثبت الدول الأوروبية بأنها غير مستعدة للقبول بسياسة المراوغة الإيرانية، حسب تعبير المتحدث باسم الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة الحالية انجيلا ميركل. وطالب الخبير السياسي في الحزب، اندرياس شوكنهوف، إيران الى الإسراع في تصحيح الخطأ الذي أدى الى زعزعة الثقة فيها والا فعليها ان تواجه إحالة ملفها الى مجلس الأمن الدولي.
دويتشه فيله + وكالات