افتتاح متحف فريد من نوعه لسيارات مرسيدس في شتوتجارت
٢٠ مايو ٢٠٠٦افتتحت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل يوم الجمعة، 19 مايو/ أيار 2006، متحفاً جديداً لسيارات مرسيدس – بنز بمدينة شتوتجارت الألمانية. ويهدف هذا المتحف إلى التعريف بتاريخ سيارة مرسيدس، التي تتمتع بجودة وتقنية عاليتين. وقام المصورون بالتقاط صور نادرة للمستشارة ميركل وهي تجلس في سيارة مرسيدس بسيطة جداً تعود إلى عام 1902. ومن الواضح أن ميركل بهذا التصرف البسيط وهذا التواضع رغبت في أن تؤكد على مدى أهمية صناعة السيارات لاقتصاد ألمانيا، ولدعم صورة البلاد في جميع أنحاء العالم كأفضل مصنع للسيارات ذات التقنية الرفيعة. ويُجسد هذا المتحف الذي تجاوزت تكاليف إنشائه 150 مليون يورو مدى تطور هذه الصناعة في ألمانيا. ولا يخفى على احد أن صُناع سيارة مرسيدس الألمان يواجهون مشاكل حالياً في ظل التنافس الكبير في السوق خصوصاً من قبل السيارات الآسيوية الرخيصة والأمريكية.
متاحف السيارات تلقى إقبالا كبيرا
ولا تُعد مرسيدس – بنز السيارة الوحيدة في ألمانيا، التي تم إنشاء متحف خاص بها، إذ أنه من المتوقع أن يتم في العام القادم افتتاح متحف لسيارة بورشه بمدينة شتوتجارت. ومن الصعب أن نعرف ما إذا كانت الأموال الطائلة، التي يتم إنفاقها في الحملات الدعائية لمرسيدس ستزيد من تحسين صورتها ودعمها وتسويقها في العالم أجمع أم لا. لكن من المؤكد أن متاحف السيارات الألمانية منتشرة جدا ومعروفة في ألمانيا وتلقى إقبالا كبيرا من الزوار. ويفوق عدد زوار المتحف القديم لمرسيدس في شتوتجارت عدد زوار المتاحف الأخرى في المدينة، حيث يصل عددهم سنويا نحو 450.000 زائر. أما متحف "أوتوشتادت" في فولفسبورغ فاستقبل منذ افتتاحه نحو 12 مليون زائر. ومتحف سيارة BMW الذي يتم إنشاؤه في ميونخ ومن المتوقع أن تصل تكاليفه إلى 100 مليون يورو سيستقبل ما يقارب 850.000 زائر سنويا.
ماضي عريق لتاريخ صناعة السيارات الألمانية
ومن البديهي أن يخطر ببالنا سؤال: " لماذا تقوم شركة مرسيدس - بنز بإنفاق مبالغ كبيرة على المتحف بالرغم من تراجع حجم مبيعاتها في الأسواق وتسريحها بعض موظفيها؟" يجاوب على هذا السؤال ماركوس بيتز مصمم المتحف الخاص بمرسيدس – بنز والذي يعمل حاليا على تصميم متحف لسيارة البورشه أيضا بقوله أن: "هناك تنافس كبير في السوق العالمية للسيارات، وهناك اختلافات قليلة من ناحية الجودة والتقنية المستخدمتين في صناعة السيارات، لذلك يهتم الألمان بتمييز صناعتهم بين كل الصناعات الأخرى وتلميع صورتها أيضا". ويؤكد بيتز: "للأوروبيين تاريخ عريق وطويل في صناعة السيارات أكثر من الأمريكيين والآسيويين. وكما يقول المثل ( لا يوجد مستقبل بدون ماضي)، ومرسيدس مميزة لأن ديملير وبنز أوجدوا هذه السيارة في بداية تاريخ صناعة السيارات في عام 1886، ولا توجد فترة زمنية في تاريخ صنع السيارات إلا ووضعت فيها مرسيدس بصماتها عليها وأثرت فيها".
نحو مستقبل أفضل
وقد عبر بيتز عن دهشته عندما سمع أن المستشارة ميركل ستحضر افتتاح المتحف، ويرى أن زيارتها تثبت وعي وثقة البلاد بما تقدمه صناعة مرسيدس لألمانيا. ويقول بيتز: "ليس الهدف من المتحف جذب الناس لرؤية أحدث أنواع سيارات مرسيدس، وإنما يُعتبر هذا المتحف إضافة مهمة للمتاحف التقنية الأخرى في ألمانيا. ودعم مريكل لهذا المتحف يزيد من وزن ألمانيا كدولة صناعية ويرد لها كرامتها في الأسواق العالمية". ويُضيف بيتز: "ان الدول الآسيوية تعمل على صناعة سيارات مترفة، ونحن نقول لهم انظروا إلينا، فنحن نتطلع نحو المستقبل بصناعتنا لمرسيدس.