انتصار مهم لشارون في الليكود وسط إصرار حكومته على مواصلة سياسة القوة
هزم رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون منافسه الأول بنيامين نتانياهو خلال عملية تصويت حاسمة داخل حزب الليكود. فقد صوتت اللجنة المركزية للحزب اليميني على إبقاء موعد الانتخابات التمهيدية الهادفة إلى اختيار زعيم جديد لليكود استعدادا للانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر 2006، في الربيع المقبل تماما كما كان يريد شارون وفقا لما أفاد به ناطق باسمه. وفي هذا السياق يمكن ترجيح الرؤية القائلة إن التبدل في التوجهه السياسي المتمثل بتقديم تنازلات محدودة على صعيد الأراضي لصالح الفلسطينيين، توافق عليه غالبية من أعضاء اللجنة المركزية في الحزب.
وفي خطاب لم يلقيه أمام اللجنة بسبب عطل في المذياع، كان شارون سيتطرق يوم الأحد الماضي إلى "الواقع الصعب والمتطلب" والإقرار بأنه "من المستحيل أن تقوم دولة يهودية ديموقراطية مع السيطرة على كل إسرائيل الكبرى" بحدودها التوراتية. ومن المعروف أن شارون كان لفترة طويلة بطل الاستيطان ومعبود اليمين القومي، غير أنه بات الآن الخصم اللدود للمتطرفين في حزب الليكود المناهضين لأي تنازلات على الأرض في سبيل تسوية سياسية مع الفلسطينيين. وفي هذا الإطار وصفه الكثير من معارضيه بـ"الديكتاتور" و"الخائن" و"الكاذب" و"المفرط بأرض اسرائيل" ليست سوى عينة من الأوصاف التي يطلقها المعارضون على شارون الذي نجح في رهان الانسحاب من قطاع غزة بعد احتلال دام 38 عاما. وفضلاً عن ذلك يتوقع المراقبون أن يؤكد شارون إستحقاقه بلقبه "البلدوزر" (الجرافة) بيد أنه أصبح الخصم اللدود للصقور في حزبه المعارضين لأي تنازلات على الارض لصالح الفلسطينيين.
إسرائيل ستواصل سياسة التصفيات "المحددة الأهداف"
وعلى الصعيد الميداني أكد وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز اليوم الثلاثاء من أن إسرائيل ستواصل سياسة التصفيات "المحددة الأهداف" ضد ناشطين من حركتي حماس والجهاد الإسلامي. وردا على أسئلة إذاعة الجيش الإسرائيلي حول مواصلة عمليات التصفيات المحددة الأهداف وقصف قطاع غزة, قال موفاز "سيواصل الجيش الإسرائيلي استخدام كل الوسائل اللازمة وكل ما يحسن القيام به لمنع إطلاق صواريخ من قطاع غزة على سديروت". وكان موفاز يشير إلى إطلاق حماس والجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ قبل أيام من قطاع غزة في اتجاه سديروت جنوب إسرائيل مما أوقع ستة جرحى. وأضاف موفاز: "يجب أن تعرف حماس أن إسرائيل ستواصل سياسة الردع". وتابع "ليس هناك وقف لإطلاق النار. حماس قامت بشيء لا يغفر له وعلينا أن نفرض عليها قواعد جديدة". وأوضح أن "حماس أطلقت النار في اتجاه الأراضي الإسرائيلية بعد الانسحاب من غزة (الذي انتهى في 12 أيلول/سبتمبر)، وقتلت فلسطينيين أبرياء خلال عرض الجمعة متهمة إسرائيل بذلك، على حد قوله. ولدعم هذه الأكذوبة أطلقت عشرة صواريخ على سديروت مما أدى إلى إصابة مدنيين إسرائيليين بجروح". كما لم يستبعد موفاز احتمال حصول عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة قائلا "لا احد بيننا سيتردد في الدخول إلى قطاع غزة، بالنسبة إلينا انه إمكانية رغم أننا نفضل استخدام خيارات أخرى أثبتت فاعليتها".
حماس توقف هجماتها...
واعتقل الجنود الاسرائيليون 90 من نشطاء حماس وحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية. أما حركة حماس، وهي أقوى الفصائل الفلسطينية، فقد أعلنت يوم الأحد أنها ستوقف هجماتها الصاروخية ضد إسرائيل والتي قالت إنها جاءت انتقاما لمقتل 16 شخصا في انفجار وقع خلال مسيرة للحركة. وحملت حماس إسرائيل المسؤولية عن الانفجار، بالرغم أن الجيش الاسرائيلي نفى أي مسؤولية عنه. وأعلن محمود الزهار أحد كبار زعماء حماس للصحفيين في غزة أن قرار حركته ينبع من حرصها على سلامة المواطنين الفلسطينيين. وقال مسؤول فلسطيني بارز إن الزهار تصرف بهذا الشكل بعد مكالمة غاضبة أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع خالد مشعل أحد زعماء حماس المنفيين. ولا ترغب حركة حماس في أن توجه اليها المسؤولية عن العودة إلى القتال مع إسرائيل، فيما تستعد لخوض الانتخابات التشريعية في يناير كانون الثاني للمرة الأولى.
...أما الجهاد فلا...
ولكن بالرغم من إعلان حماس وقف الهجمات لم تحذُ كل الجماعات الأخرى حذوها، حيث أطلقت دفعات من الصواريخ على إسرائيل. إلا أن الصواريخ الفلسطينية لم تسفر عن وقوع خسائر. وبعد مقتل قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي خلال غارة إسرائيلية يوم الأحد تعهدت الحركة بشن المزيد من هذه الهجمات في المستقبل.
دويتشه فيله