بعد سيطرة طالبان.. حالة رعب تسود الأفغان في ألمانيا
١٨ أغسطس ٢٠٢١يعيش برويز أيوبي - طالب أفغاني وصل قبل أيام إلى ألمانيا- في حالة رعب ليس فقط حيال وضعه هنا وإنما أيضا إزاء مصير زوجته وأسرته في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على زمام الأمور.
وفي مقابلة مع DW، يقول: "عائلتي تعيش في كابول الآن وأهلي يختبئون في مكان ما فيما يقوم مسلحو طالبان بتفتيش جميع المنازل". ويضيف "أنهم يطرقون الأبواب ويبحثون عن الأشخاص الذين كانوا يعملون مع الحكومة الأفغانية أو الجيش الأفغاني أو الذين يحملون أسلحة أو ذخائر. لا أعرف ماذا سيحدث لها الآن؟"
وكان أيوبي يشير في حديثه إلى زوجته التي كانت عضوة في منظمة "شبكة النساء الأفغانيات" وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.
وفقا لأيوبي، فإن زوجته تختبئ وتعيش في حالة رعب دائم عقب قيام طالبان بقطع الطرق المؤدية لمطار كابول وإغلاقها بشكل كامل، مضيفا "الوضع في الوقت الحالي أصبح مرعبا ومخيفا بدرجة كبيرة".
ووصل أيوبي - وهو طالب في عامه الـ 26 من إقليم فرح الواقع غربي أفغانستان، إلى ألمانيا قبل يوم من سقوط كابول في أيدي مسلحي طالبان وذلك بفضل حصوله على تأشيرة دراسة.
ولم يكن أمام أيوبي سوى الهروب من أفغانستان وترك أسرته إذ يشدد على ذلك بقوله: "كانت أفكاري و إيديولوجتي دائما ضد طالبان ونظامها. أنا أنتمي إلى أسرة سياسية، كما أني حصلت على تعليم غربي لذا فإن أفكاري السياسية والاجتماعية لن تكون مقبولة لمسلحي طالبان. وقد تلقت أنا وأسرتي تهديدات من طالبان عدة مرات."
حالة يأس إزاء أفغانستان
وقال إنه لم يكن يتوقع سقوط كابول في أيدي طالبان، مضيفا "رئيسنا كان دائم القول بان هناك عملية السلام جارية وفي مقدمة ذلك تشكيل حكومة مؤقتة وعقب ذلك سيتم نقل السلطة إلى طالبان، لكن الوضع تغير بوتيرة سريعة".
ويؤكد أيوبي على أنه لا يثق في تعهدات طالبان بعدم شن أعمال انتقامية، مضيفا "أنهم يتلاعبون ويكذبون من أجل طمأنة الناس". ويقول إنه وردت إليه أنباء تفيد بأن طالبان قتلت العديد من الأشخاص في الأقاليم التي احتلتها.
ويضيف "أنا متأكد بنسبة مئة بالمئة من أن مسلحي طالبان لديهم قوائم بأسماء الأشخاص الذين كانوا يعملون مع الحكومة والذين تحدثوا عن طالبان بسوء في السابق. مسلحو طالبان سوف ينتقمون منهم".
وفيما يتعلق بانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان، يقول أيوبي إن هذا الأمر لم يتم بطريقة جيدة، مضيفا "يمكنني التدليل على هذا بما حدث في قاعدة باغرام الجوية. غادروا ليلا دون تنبيه أحد. لقد خانوا أفغانستان".
ويشير أيوبي إلى أنه لا يزال في حيرة بالغة حيال انهيار الجيش الأفغاني بسرعة أمام مسلحي طالبان، مضيفا "لا يمكنني استيعاب ما وقع في أفغانستان. لماذا غادروا؟ لماذا لم تُطلق رصاصة واحدة فيما كانت كابول تسقط؟ كيف حدث هذا دون وقوع أي قتال بين جنودنا وطالبان؟"
محنة الأفغان الذين ساعدوا الألمان
من جانبها أقرت الحكومة الألمانية بأن الآلاف من الأفغان الذين عملوا لصالح الحكومة والجيش الألماني أو ساعدوهم لا يزالون عالقين في كابول رغم التطمينات من حصولهم على حق اللجوء في ألمانيا فيما أدت التأخيرات الطويلة في حصولهم على تأشيرات لدخول ألمانيا، إلى نوع من الارتباك البيروقراطي.
وفي ذلك، ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الأفغان الذين ساعدوا الجيش الألماني، ووصلوا إلى ألمانيا واجهوا الكثير من الصعاب.وأضافت التقارير بأن هؤلاء الأفغان لم يتم مساعدتهم في ترتيب رحلتهم إلى ألمانيا إذ اضطروا إلى القيام بذلك بأنفسهم وشمل ذلك الذين تم إبلاغهم بالمدينة التي يسافرون إليها بعيد وصولهم إلى ألمانيا.
وأشارت التقارير إلى أنه لم يتم استقبال هؤلاء الأفغان في المطارات الألمانية ولم يتم إبلاغهم إلى أين سيسافرون داخل ألمانيا بل تُرك الأمر في بعض الأحيان إلى أقاربهم للتواصل مع نزل اللاجئين لتنظيم مأوى للوافدين الجدد.
ورغم المتاعب والصعاب، إلا أن أيوبي يقول إنه من غير المرجح أن يفكر في العودة إلى أفغانستان عقب انتهاء التأشيرة التي حصل عليها في الحادي والثلاثين من أغسطس / آب الجاري.
بن نايت / م.ع