بوش يجري تغييرات قيادية واسعة قبيل إعلانه عن استراتيجيته الجديدة في العراق
٥ يناير ٢٠٠٧في ظل الاستعدادات التي يجريها الرئيس الأميريكي جورج بوش لإعلان استراتيجيته الجديدة في العراق الأسبوع المقبل، أعلن البيت الأبيض عن سلسلة من التعيينات والتغييرات التي طالت العديد من القيادات والشخصيات المتصلة برسم السياسة الخارجية والأمنية الأمريكية. فقد أعلن الرئيس بوش تعيين جون نيغروبونتي نائبا لوزيرة الخارجية. وسبق أن عيّن هذا الدبلوماسي البالغ من العمر 67 عاما سفيرا في الأمم المتحدة بين 2001 و2004 ثم سفيرا في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين. وقد أثنى الرئيس بوش على نيغروبونتي بقوله: "إن خبرة جون نيغروبونتي الكبيرة وحكمه الموثوق به وإلمامه بشؤون العراق والحرب على الإرهاب تجعل منه مرشحا استثنائيا لمنصب نائب وزيرة الخارجية".
كما خلف مايكل كونيل جون نيغروبونتي في رئاسة أجهزة الاستخبارات الاميركية. وكان ماكويل قد تولى في الماضي إدارة وكالة الأمن القومي المسؤولة عن الاستخبارات الالكترونية. وسيكلف ماكونل بمهمة التنسيق بين وكالات الاستخبارات الاميركية الست عشرة من عسكرية ومدنية. ورأى الرئيس بوش أن "مايك ماكونل يتمتع بالصفات الضرورية للنجاح في هذه المهمة من خبرة وذكاء وقوة شخصية". كما أضاف قائلا: "لقد أمضى عقودا في التحقق من حصول قواتنا المسلحة على المعلومات الاستخباراتية، التي تحتاج إليها لخوض حروب وتحقيق النصر". جدير بالذكر أن مثل هذه التعيينات تتطلب موافقة مجلس الشيوخ حتى تدخل حيز التنفيذ.
نيغروبونتي رجل الإصلاح في أجهزة الاستخبارات
يرى بعض الخبراء أن إلمام نيغروبونتي بالملف العراقي سيكون مكسبا لوزارة الخارجية، إلا أن رحيله من منصبه يثير تساؤلات جدية حول إمكانية المضي في حملة التغييرات والتعيينات التي بدأت في أوساط وكالات الاستخبارات. وفي هذا السياق رأى غريغوري تريفرتون مسؤول الاستخبارات السابق، والخبير حاليا في مؤسسة "راند كوربوريشن"، أن رحيل نيغروبونتي "عار إلى حد ما على أوساط الاستخبارات وتقلب جديد وسط مجموعة كبيرة من التقلبات الجارية". وكان نيغروبونتي قد ترك بصمات كبيرة على وكالات الاستخبارات الأمريكية، تجلت في عدد من الإنجازات الكبيرة. وفي هذا الإطار قالت السناتور الجمهورية سوزان كولينز، التي ساهمت في صياغة قانون إصلاح الاستخبارات: "أجهزتنا الاستخباراتية حققت برئاسة نيغروبونتي تقدما كبيرا على صعيد إصلاح هذا القطاع سواء في تقاسم المعلومات وجمع المعلومات على الأرض والموازنة وتحليل المعلومات".
كونل رجل الظل في الحرب الأمريكية على الإرهاب
يوصف مايكل كونيل بأنه رجل ظل اعتاد النشاط على الجبهة السرية من "الحرب ضد الإرهاب". غير أن العديد من الخبراء يعتبرون أن هذا الأدميرال المتقاعد لا يتمتع بالحنكة السياسية التي يتسم بها سلفه جون نيغروبونتي. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" غريغوري تريفرتون والمسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية بأن كونيل "رجل جيد ويعرف عالم الاستخبارات". غير أنه أوضح في الوقت ذاته بأن "الخبرة قد تنقصه في الجهاز الإداري التي يتميز بها شخص مثل نيغروبونتي. لكن من المؤكد أنه على إطلاع جيد بعالم الاستخبارات".
ومنذ أسابيع عدة تتحدث الصحف الاميركية عن تعزيزات للجنود الاميركيين في العراق. لكن صحيفة "واشنطن بوست" ذكرت الجمعة ان مستشاري البيت الأبيض ما زالوا منقسمين حول المسالة، لأنهم يتخوفون من أن تكون الحكومة العراقية غير قادرة او غير راغبة في قمع الميليشيات الشيعية، ومن الا يتمكن الشيعة الموجودون في السلطة في بغداد من دفع البرلمان إلى إقرار إصلاحات تستفيد منها الأقلية السنية التي تشكل القسم الأكبر من التمرد المعادي للاميركيين.
الى ذلك، قال السناتور الديموقراطي جوزف بيدن، الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية، انه سيجري جلسات استماع مكثفة تستمر أربعة أسابيع وتتناول الخيارات الدبلوماسية والسياسية والاستراتيجية في العراق. وسيستمع بيدن الى شهادات مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية وكذلك مسؤولين عسكريين، إضافة إلى خبراء من خارج ملاك الدولة. كما أوضح أن "الغرض من جلسات الاستماع هذه سيكون البحث عن إجابة على السؤال الذي يهيمن حاليا على النقاش الوطني: ما يبقى من خيارات ممكنة لتأمين مصالح أميركا في العراق؟ إلى اين نذهب من هنا؟".