تمويل السعودية لمشروع في فيينا حول حوار الأديان يثير الجدل في الغرب
٢٦ نوفمبر ٢٠١٢شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلي على أهمية التسامح باعتباره ضرورة حتمية لشعوب العالم، معتبرا أن الإسلاموفوبيا ظاهرة تسيء لهوية الشعوب وكرامتها الإنسانية، وذلك خلال ندوة حول التسامح عقدت اليوم الاثنين (26 نوفمبر تشرين الثاني 2012) بالعاصمة النمساوية فيينا، والتي تستمر يومين ويشترك في تنظيمها البرلمان التركي والاتحاد الأوروبي. وتعقد الندوة بمناسبة افتتاح "مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان، الذي جرى اليوم بحضور حشد كبير من الشخصيات من أديان مختلفة وممثلين لحكومات في دول إسلامية وغربية إضافة إلى بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة.
وأشار أوغلي خلال الندوة إلى أن توقع ظواهر مثل صراع الحضارات قد أدى إلى "تأجيج الانقسامات والفهم الخاطئ والمخاوف بين الغرب و العالم الإسلامي" مضيفا أن الإسلاموفوبيا "تشكل ظاهرة عنصرية تؤدي إلى جرائم الكراهية وتولد الشعور بالإقصاء"، وخلاصة ذلك حسب أوغلي هي تصاعد العنف و القلق.
جدل حول دور السعودية
وبالموازاة مع ذلك، مازالت خطوة خلق "مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان" تثير الجدل لكونه مدعوما وممولا بشكل كلي من السعودية، إذ يتخوف معارضو المركز الذي سيتخذ وضع منظمة دولية، من أن تستخدمه الرياض للترويج للفكر الوهابي المتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية والمتبع في السعودية، رغم أن وزارة الخارجية النمساوية أكدت أن "أحد الأسباب الرئيسية التي حملت على اعتباره منظمة دولية هو "أننا في إمكاننا استبعاد سيطرة بلد عضو في المركز أو مجموعة دينية عليه".
كما قام المركز الذي يدعمه الفاتيكان أيضا، بحملة إعلامية قوية لإقناع المراقبين بحياده، نظرا لأن تمويل السعودية له مازال يطرح تساؤلات. فقد قال بيتر تسوربريغن السفير البابوي في فيينا ان "السعودية ليست بالتأكيد بلدا نموذجيا على صعيد حقوق الانسان والحرية الدينية".
واضاف "سنراقب عن كثب ما اذا كان المركز سيتصرف فعلا بحرية". واعرب الاسقف ايمانويل دو فرانس مندوب الكنيسة الارثوذكسية في لجنة المركز عن تحفظه للاسباب نفسها. وقال في مقابلة مع وكالة كاثربرس الكاثوليكية للاعلام ان السنوات الثلاث المقبلة "ستكون فترة اختبار".
ويضم مجلس إدارة المركز ثلاثة مسيحيين وثلاثة مسلمين بالإضافة إلى يهودي وهندوسي و بوذي، وترعى المشروع بالإضافة إلى السعودية النمسا واسبانيا.
س. أ/ ي ب(د ب أ، أ ف ب، أ ب)