سيمفونية "انتظار" المصرية في مهرجان بيتهوفن
٧ سبتمبر ٢٠٠٧منذ عام 2001 يقام مشروع "أوركسترا كامبوس" في إطار مهرجان بيتهوفن الموسيقي لتشجيع الشباب الموسيقيين وإتاحة الفرصة لهم لتقديم فنهم على صعيد دولي. وقد وقع الاختيار هذا العام على الأوركسترا المصرية للشباب لتقديم فنهم في مدينة بون. وعن هذا الاختيار يقول الدكتور جيرو شليس، مدير مشاريع التعاون الخاصة بمؤسسة دويتشه فيله والقائم على هذا المشروع: "نحن نعرف صور العمليات الانتحارية والجنود والنساء المهمشات. فالعالم العربي مرتبط في أذهاننا بالأخبار السيئة، لكن الأوركسترا المصرية من القاهرة التي جاءت إلى ألمانيا في إطار مشروع أوركسترا كامبوس بتكليف من مؤسسة دويتشه فيله ومهرجان بيتهوفن، تحمل معها رسالة جديدة: رسالة عن الكثير من الشباب الموهوبين والمبدعين هناك".
هذه الرسالة التي يحملها الشباب العازفين تشكل الهدف الرئيسي لهذا المشروع، كما تؤكد السيدة إيلونا شميل مديرة مهرجان بيتهوفن. فالهدف في رأيها هو بناء الثقة والحوار بين الجانبين عن طريق الفن، خاصة وأن بيتهوفن هو موسيقار ألماني وصل فنه إلى كل مكان في العالم. وتضيف في هذا الإطار: "بيتهوفن برسالته الإنسانية هو أهم ما تصدره ألمانيا وهو جدير لذلك بأن يساهم في التبادل الثقافي".
مقطوعة مصرية في مهرجان بيتهوفن
تعزف الأوركسترا المصرية بعض أعمال بيتهوفن، لكنها تقدم كذلك سيمفونية مصرية كلاسيكية ألفها المؤلف الشاب محمد سعد باشا، وهو ما رحبت به السيدة شميل لأنها تجد أن التبادل لا يجب أن يتم في اتجاه واحد فقط، فشميل ترى أن من المهم أن يتعرف العالم الغربي على الموسيقى العربية كما يعرف العالم العربي الموسيقى الغربية. وفي هذا السياق علقت بالقول: "التواصل يزداد سرعة والعولمة تزداد حدة، فنحن نتواصل اليوم عن طريق الانترنت والهواتف المحمولة. وأنا سعيدة بأن دويتشه فيله أعطت تكليفاً لمحمد باشا بأن يؤلف سيمفونية مصرية خاصة ليقدمها في مهرجان بيتهوفن. وأتمنى أن يكون في المستقبل هناك ورش عمل للموسيقى العربية، فما الذي نعرفه نحن عن العالم العربي وموسيقاه؟ أليس من المهم أن نعرف رؤية الموسيقيين الآخرين للموسيقى الغربية وطريقتهم الخاصة في عزف موسيقى بيتهوفن؟ "
الأوركسترا المصري في بون يقدم صورة جديدة
وقع الاختيار على العالم العربي لأن المنطقة العربية تعد منطقة مهمة بالنسبة لأوروبا، أما عن اختيار مصر، فتقول الدكتورة إيناس عبد الدايم مديرة أوركسترا القاهرة السيمفونية إن الدعوة جاءت عن طريق السفارة المصرية التي طلبت تقديم نماذج من أعمال الأوركسترا، لكن السيدة عبد الدايم دعتهم للحضور ومشاهدة الأوركسترا بأنفسهم وتضيف: "كانوا يريدون اختيار أوركسترا من المنطقة العربية، وأنا أردتهم أن يشاهدوا الشباب وحماسهم للعزف وللنجاح. وقد لبوا الدعوة وكانت النتيجة هي أنني تمكنت من أن أتيح للعازفين السبعين فرصة التواجد هنا في ألمانيا".
الموسيقى لغة عالمية
وجود الأوركسترا المصرية في ألمانيا يعني الكثير بالنسبة للدكتورة إيناس عبد الدايم، فهي تؤكد أن هذا التمثيل ليس تمثيلاً لمصر فقط ولكنه تمثيل للعالم العربي كله، الذي تشوهت صورته في الغرب، كما أنه تمثيل للموسيقى العربية بأجمعها. فالعالم الغربي في رأيها بحاجة إلى التعرف على هذه الموسيقى الغريبة عنه: "نحن نعرف موسيقاهم ونهتم بمتابعة الحركة الثقافية في الغرب، ولكنهم لا يعرفون ثقافتنا وموسيقانا، وقد خطرت لي فكرة، وهي لماذا لا نعرفهم بفننا؟ ولماذا لا يقدم العازفون حفلات عربية إلى جانب الحفلات الكلاسيكية التي يقدمونها؟"
ولتقديم جزء من هذه الصورة، رشحت الدكتورة إيناس عبد الدايم محمد باشا لتأليف المقطوعة المصرية الخاصة بمهرجان بيتهوفن، لأنه في رأيها يتميز بمصريته كما أنه متشرب بالموسيقى العربية، التي تظهر بشكل تلقائي في أعماله، على حد قولها. "انتظار" هو اسم مقطوعة المؤلف المصري الشاب محمد سعد باشا، والتي يقدمها اليوم الجمعة 7 سبتمبر/أيلول لأول مرة في مدينة بون في إطار مهرجان بيتهوفن. ويقول المؤلف الشاب محمد سعد باشا: "إن مقطوعة انتظار مقطوعة مصرية عادية جداً مكتوبة لآلة العود بمصاحبة الأوركسترا. وإن كنت أضفت على الأوركسترا آلة (الرق) لأنها تعطي إيقاعاً شرقياً مميزاً". أراد محمد باشا أن يدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية عن طريق المزج بين أصوات الآلات المختلفة وإيقاعها المختلف. ويتوقع باشا أن يتلقى الجمهور الألماني عمله بالترحيب، لأن الموسيقى في رأيه لها لغة واحدة، هي لغة الوجدان والمشاعر.